الحُب.. وأشياء أخرى!!

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 91
  • 0
  • 0
news-picture

تلقيتُ رسالةً من القارئ الأستاذ عبدالله عوض خريص، يُعلِّق فيها على مقالي المعنون بـ(أشياء لا تُشترى)، الخميس 25 مايو، 2017. يقولُ فيها: إنَّ المقال عالجَ «معاناةً لديَّ وأنا لا أشعرُ بها، ولكنَّ شغفي بها يقولُ هذا». أمَّا تلك المعاناة، وفق ما فهمته، فهو اختزال أكثر النَّاس في مجتمعنا الحبَّ في العلاقة الجنسيَّةِ، والمحرَّمة منها على وجه الخصوص!! فكلَّما تردُ كلمة «الحب» في مقالٍ أو تغريدةٍ تدور الشكوك حول كاتبها، حتَّىخيِّل له أنَّها كلمةٌ نجسةٌ، لولا معرفته بعفَّتها، وطهارتها.** **والحبُّ -كما يرى أخي عبدالله- ليس دائرةً مغلقةً على بني البشر فقط. فالحبُّ هو ما جعله يبكي على حماره الأخضر في التسعينيَّات الهجريَّة؛ «ﻷنَّه يعني لي شيئًا، فبصبيحةِ موتهِ سرحتُ بالغنمِ مشيًا على الأقدامِ، والقربة على عاتقِي، والخرج على العاتقِ الآخر، وأيضًا بدون حذاءٍ، ولِمَ لا أبكي عليهِ، وقد كان كفانِي عناءَ ذلك كلّه؟!، بل اشتدَّ بكائي عندما فقدتُ ظلَّهالوارف، وقت الظهيرة في صحراء نجدنا الحبيبة».** **وقد ذكَّرني أخي عبدالله هنا بذكره حُبَّه لحمارِهِ، وهو حُبٌّ مستحقٌّ، بالقصيدةِ التي كتبها المنخل اليشكري، الذي يُقال إنَّ النعمان دفنه حيًّا، أو رماه في البحر، أو أخفاه، ومنع الناس تناقل قصائده، إلاَّ هذه القصيدة التي لم يستطع الناس منعها؛ لما فيها من جمال، وقد اشتُهِرَ منها البيت الذي يُخاطب فيه اليشكريمعشوقته قائلاً:«ما شفَّ جسمِي غير وجدك فاهدئي عني وسيريوأحبُّها وتحبُّني ويحبُّ ناقتَهَا بعيرِي»!!#نافذة:(أيُّها النبلاء.. الحبُّ لاعلاقة له بالجنس مطلقًا، فلا تخلطوا بينه وبين العشق.الحبُّمسارٌ أخضر، الحبُّ حياةٌ، الحبُّ دفءٌ، الحبُّ رحمةٌ.العشقُ مسارٌأحمر، العشقُ وفاةٌ، العشقُ زمهريرٌ، العشقُ عذابٌ).عبدالله عوض خريص

مشاركة :