بلغة قصصية رفيعة، ورؤية متماسكة، أصدر الكاتب الدكتور هشام عبد الغفار مجموعته القصصية الجديدة «كوكو.. في الحب والحرية وأشياء أخرى»، عن دار «كتابات للنشر». احتفى المثقفون بها، وأعادت الدار طبعها للمرة الثانية في أقل من شهر، وأطلقت الطبعة الإلكترونية لها، ونظمت لها حفلة توقيع. المجموعة مكونة من عشر قصص في 176 صفحة من القطع المتوسط، صمّم غلافها الفنان والكاتب الكبير أحمد مراد، والقصص هي «ست الدنيا، كوكو، لا حليب لكم، الديك، الذكور يستحمون بالماء الساخن، يوستينوس، تذكرة لدخول الجنة، موناليزا مصرية، الرجال لا يطلبون المغفرة، فراس والضوء الأحمر». يناقش الكاتب كثيراً من قضايانا المعاصرة مع التركيز على طرح موضوعات الحب والحرية والأشياء الأخرى، التي تواجه مجتمعاتنا العربية والشرقية عموماً، بعض من هذه الموضوعات جريء، لكنه مكتوب بأسلوب مهذب شيق وسلس، وأحياناً شاعري، ما يشجع القارئ على التفاعل مع أبطال القصص وترك بعض الخيال كي يكمل ما لم يقل صراحة. وقال الناقد الكبير د. حسام عقل عن قصة «ست الدنيا» إنها تحمل خفة ظل الكاتب الذي يتميز بسخرية لاذعة وأحياناً سخرية مريرة، ولديه قدرة على استقطار الحكمة في ذيل المشاهد الكبيرة مثلما في قصة «ست الدنيا» عندما ارتفعت الطائرة بالبطل المسافر إلى بيروت عالياً، قال الراوي: «كل التفاصيل الصغيرة المؤلمة لا تراها من فوق الهذا، لا يرى حكامنا بؤس الحال؟»، وهي جملة فيها إسقاط سياسي ماهر... ونقرأ في ما بعد القصة السياسية الصريحة... إذ يصل البطل إلى بيروت ليعيش أجمل موجات المد الرومنطيقي، وفيها أيضاً موجات من النوستالجيا، حيث يستعيد البطل ذكريات الوطن والصبا القديم. تعرفنا هذه القصة بالراوي، وهو ساخر، غير عابئ بالتقاليد المتكلسة، ورومنطيقي.