شركة رقمي
نقل من موقع 
• اليوم هو 27 رمضان .. لذا دعوني أهرب معكم من دوامة مشاكلنا التي لا تنتهي ، ومن أخبار حفلات القتل العربي العبثي المحيط بنا ، لندخل إلى عوالم الطرافة والضحك .. نعم دعونا نرفّه عن أنفسنا ونضحك ولو على طريقة ذلك الطير الذي يرقص مذبوحاً من الألم . •تقول الحكاية أن لصاً سقط من شرفة منزل كان ينوي سرقته، وحينما قبض عليه صاحب المنزل مهدداً بإبلاغ الشرطة ، صرخ اللص في وجهه بكل جرأة : أيها الأحمق أنا من سيشكوك ، لأن إهمالك تسبب في كسر ساقي ! . ولما كان ( جحا ) هو من يحكم بين الناس في تلك البلدة ، فقد ادعى اللص أمامه قائلاً: حينما تشبثت بشرفة دار هذا الرجل انهارت بي ، مما أدى لإصابتي بعاهة مستديمة.. طلب جحا صاحب الدار وعندما مثل أمامه، صرخ في وجهه: أنت مسئول عن هذه الجريمة لأنك لم تبنِ شرفتك بشكل متين !.. أجاب الرجل وهو يرتجف خوفاً: أعز الله مولاي ، أنا لم أبنِ الشرفة، إنما بناها النجار، والذنب ذنبه .. يرعد جحا ويزبد ويطلب إحضار النجار الذي يجيب بعد سماعه للتهمة: يا سيدي ..عندما كنت منهمكاً في البناء وقعت عيناي على حسناء ترتدي خماراً أخضرَ خلب لُبِّي ، لذا لم أثبت المسامير بشكل جيد.. الذنب ليس ذنبي بل ذنب صاحبة الخمار! .. يأمر جحا بإحضار الفتاة ليوجه لها التهمة: يا ناقصة العقل والدين ! لقد فتنتِ النجار بخمارِك ، مما تسبب في إهمال عمله، وسقوط اللص من الشرفة عند رغبته سرقة دار هذا الرجل ! .. تجيب المرأة: الذنب ذنب الصباغ فقد بالغ في صباغة الخمار حتى صار ملفتاً للأنظار ! . يطلب جحا الصباغ الذي يقر بأنه ربما بالغ في صباغة الخمار لكن هذا حدث دون قصد ..لا يقتنع جحا بمبررات الصباغ ويصرخ في الجند: أخيراً عثرنا على المذنب .. أعدموه فوراً !. •يقتاد الجند الصبَّاغ لتنفيذ الحكم ، لكن رئيسهم يعود وعلى وجهه علامات الخيبة، وهو يقول: سيدي ،لم نستطع تنفيذ الحكم بالصبَّاغ لأنه طويل جداً، إن طوله يتجاوز طول المشنقة.. فيصرخ جحا متأففاً ، تباً لكم .. لقد سئمت هذه القضية.. ابحثوا عن صبَّاغ أقصر قامة .. ونفِّذوا فيه الحكم ! •عزيزي القارئ أعتذر عن النهاية الدرامية غير المقصودة .. فعلى ما يبدو أن الضحك عزيز في منطقتنا العربية ولو من باب شر البلية ، حتى ونحن على أبواب العيد !! . بالمناسبة كل شخوص القصة ماتوا إلا (جحا) فانه ما يزال حياً يرزق، يحكم العالم كله من بلاد العم سام .. ويفرض عدالته الانتقائية القبيحة بالقوة على كل سكان الأرض ! m.albiladi@gmail.com
مشاركة :
