تعددت الأسماء التي عُرفت بها، فهي «عائشة»، ولقبها الصدّيقة، و«أم المؤمنين»، و«حبيبة رسول الله»، و«حبيبة المُصطفى»، وكانت تُخاطب بـ«أم المؤمنين» وتكنى بـ«أم عبد الله»، وأحيانًا تُلقب بـ«الحميراء»، وكثيرًا ما ناداها النبى بـ«بنت الصديق»، وفقًا لكتاب «سيرة السيّدة»، تأليف السيدى سليان النّدوي. كانت السيّدة عائشة من أحبّ الناس إلى رسول الله، وكان الصحابة أجمعين قد علموا حبه إياها وأقروا لها بذلك، فإذا كانت عند أحدهم هدية يُريد أن يهديها إلى رسول الله، كانوا يتحرّون يوم عائشة، الأمر الذى أثار غيرة أمهات المؤمنين، ووقعت الغيرة التى لا محيص منها بين الزوجات. يظًن بعض الناس أن حُب النبى لعائشة كان لحُسنها وجمالها، وهو أمر غير صحيح، لأن الشئ الذى كان يُميز عائشة عن غيرها من أمهات المؤمنين، بلوغ علمها ذروة الإحاطة والنضج فى كل ما اتصل بالدين من قرآن وتفسير وحديث وفقه، والنضج فى الاجتهاد، والنظر فى دقائق المسائل، واستنباط الأحكان للوقائع الجديدة والاضطلاع فيه، فكان من الطبيعى أن تكون هى أحبّ إلى رسول الله من غيرها. بتاريخ 16 رمضان سنة 58 هجرية، تحديدًا فى الليلة السابعة عشر من رمضان، توّفت السيدة عائشة، ويُقال وفقًا للمرجع السابق إنه قبل وفاتها، قال لها عبد الله بن عباس: «أبشرى.. ما بينك وبين أن تلقى محمدا والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد وكنت أحب نساء رسول الله إليه ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا». وأضاف: «سقطت قلادتك ليلة الإيواء فأصبح رسول الله وأصبح الناس وليس معهم ماء فأنزل الله آية التيمم فكان ذلك فى سببك وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار». وما كان من السيّدة عائشة، أم المؤمنين، أن تقول: «دعك منى يا ابن عباس والذى نفسى بيده لوددت أنى كنت نسيا منسيا»، ولم تكن آيات الإفك هى الوحيدة التى نزلت فى عائشة، ففيها وفى حفصة بنت عمر بن الخطاب نزلت الآية ١٣من سورة التحريم أيضا. توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية – رضي الله عنه – ليلة الثلاثاء، السادس عشر من رمضان، سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وهي ابنة ست وستين سنة، بعد مرض ألم بها حتى أنها شعرت بأنه مرض الموت، ولهذا أوصت: «أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي علي إلا أبوهريرة)، وفقًا لمقال دكتور، مسلم اليوسف، «حياة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها العامة والخاصة». ودفنت عليها رحمة الله عليها بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر، بحسب وصيتها لعبد الله بن الزبير – رضي الله عنه، حيث قالت له:«ادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً». ودفنت فى البقيع قرب صاحباتها زوجات الرسول الأخريات، كما أوصت بعد أن آثرت عمر بن الخطاب على نفسها حين أعطته مكانها قرب أبيها وزوجها، وصعدت فى شهر كريم للقاء حبيب فرق الموت بينها وبينه بعد أن طال انتظار اللقاء.
مشاركة :