مجتمعنا والعنصرية | د. إبراهيم محمد باداود

  • 8/24/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

العنصرية «أو التمييز العرقي» «بالإنجليزية: Racism‏» هو الاعتقاد بأن هناك فروقاً وعناصر موروثة بطبائع الناس و/أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف إجتماعياً وقانونياً. لايوجد لدينا للأسف قانون واضح يحاسب على التصريحات أو الأفعال التي تؤيد التمييز العنصري ، كما أنه لا يوجد من يجرم كل من يمارس العنصرية أو يحث على الكراهية لذا أصبح هذا الأمر منتشراً خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بل أصبح هذا الجرم أشبه بالمباح في وطن قدوتنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال معاتباً ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) رافضاً بذلك أحد أمثلة العنصرية ، وكان مبدأه عليه الصلاة والسلام لمحاربة هذا الداء ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) . مظاهر التمييز العنصري موجودة في العديد من جوانب مجتمعنا ولم تعد تقتصر على المجال الرياضي فالبعض ما إن تذكر له اسماً ما إلا ويبادر بالسؤال ماهو أصله وفصله ؟ كما إنها لم تقتصر على الأفراد بل تجاوزتها للمنشآت والشركات والجهات الحكومية والمدارس بل وأصبحت موجودة أيضاً بين بعض الأطفال للأسف وهذا كله يحدث في ظل غياب توعية الناس بحقوقهم في هذا المجال إذ إن كثيراً ممن يعانون من التمييز العنصري يفضلون الصمت والسكوت على المطالبة بحقوقهم في هذا المجال مما يساهم في انتشار مثل هذا الداء لعدم وجود أي رادع . في الدول الأوروبية يعد التمييز العنصري إحدى الجرائم الكبرى والتي يعاقب عليها القانون ، واتخذت إجراءات صارمة لمحاسبة جميع من ينال من الأعراق أو الطوائف أو الأقليات ووضعت العديد من الوسائل لمكافحة مثل تلك التوجهات والترصد لكل من يحاول شق الصف الوطني أو التأثير في الكيان الاجتماعي ، وفي الحقيقة نحن أولى أن نضع مثل هذه القوانين سواء لمكانتنا الدينية في العالم الإسلامي والعربي أو لوجود التنوع الكبير في النسيج الاجتماعي في أرجاء وطننا الغالي . إننا نسعى لتنمية وطننا وتطوير خدماته وجعله في مصاف الدول المتقدمة ووجود مثل هذا الداء فيما بيننا لن يساهم في تقدم مجتمعنا ولذلك كان لا بد علينا من وضع القوانين اللازمة لمحاسبة كل من يساهم في نشر مثل هذا الداء حفاظاً على مجتمعنا وسعياً منا لتطوير وطننا وجعله من الدول المتقدمة . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :