يتعرض خليجنا العربي الذي عرفناه منذ صغرنا متوحداً قوياً حاضناً لشعوبه، لمرحلة خطيرة من تاريخه لا نتمنى أن تستمر. فالخلاف لا يخدمنا والتفرقة ستضرنا. فنحن نمتلك الكثير من الروابط التي لا تعترف بالخلافات السياسية أو العسكرية وغيرها. نحن نشترك في روابط الدم والنسب والأخوة والدين والعروبة والمصير المشترك، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفترق، فنحن كمواطنين بسطاء لا نشعر بأن هناك أزمة ولم نصدق ما يحدث...هل يعقل أن يصل بنا الحال الى هذا الحد، من التراشق الاعلامي؟ هل سنستفيد من ذلك شيئاً سوى التفرقة والضعف وقطيعة الأرحام وهدم كيان خليجي مترابط؟ اننا في حالة ذهول مما يفعله بعض كبار الإعلاميين الذين اتضح أنهم يحملون عقول صغار. وما زاد الطين بِلة هو تراشق بعض مواطني مجلس التعاون في ما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتدخل بعض الإعلاميين الذين يعيشون في دول الخليج بذلك الخلاف.في الأزمة الخليجية لا يمكن أن نغفل الدور الكبير الذي لا يصدر سوى من الكبار، وهو تدخل قائد الإنسانية وعميد الديبلوماسية أميرنا الغالي الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، والذي سعى لتقريب وجهات النظر ونبذ الفرقة، فأصبح كبلسم الجراح الذي سيداوي آلام الخليجيين قريباً بإذن الله، بعد أن تكللت جهوده بالنجاح، وما هي سوى أيام قليلة حتى يتحقق الصلح الخليجي على أرض الواقع وتعود المياه الخليجية الى مجاريها وتنعم دول مجلس التعاون بالأمن والآمان والتكاتف وتفوت الفرصة على من يفرح بتفرقنا وخلافنا ويعتاش عليهما.بعد أن تنتهي الأزمة وتلملم الخلافات أوزارها وتهدأ النفوس وتستقر الأوضاع، أتمنى أن تلتفتوا يا سادتنا الى بعض «البرامكة الجدد»، الذين عاشوا وسطنا في نعيم وترف وأصبحوا يتحدثون بكل ثقة وكبرياء وكأنهم أبناء دول مجلس التعاون، فإذا أردتم أن تعرفوهم فإنهم لا ينشطون سوى وقت الإزمات والخلافات وعملهم الأساسي يتمثل في صب الزيت ورمي الحطب في النار كي تبقى مشتعلة في شكل دائم. اللهم بلغت اللهم فشهد، اللهم احفظ مجلس التعاون وحكامه وشعوبه من كل شر وأجعلهم متحدين متكاتفين دائماً وأبداً.Mesfir@gmail.com
مشاركة :