تعجز الكلمات ويقف الأسلوب حائراً عند وصف مواقف سمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله. فمنذ الوهلة الأولى للأزمة الخليجية، انبرى لها أطال الله في عمره، وبذل جهوداً كبيرة، وتحمل تعب ومشقة السفر في رحلات متواصلة من الرياض الى الدوحة وابوظبي، في شهر رمضان، من أجل رأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين، وختم رحلاته بالولايات المتحدة في واشنطن ليلتقي الرئيس دونالد ترامب لإيصال رسالته وشرح رؤيته لحل النزاع الخليجي. فعندما يتحرك الكبار ويسعون في أمرٍ ما، فإن الظروف تُطوع، والمواقف المتشددة تتحلحل والأزمة تبدأ الانفراج ويتضح نور الأمل، وتوضع النقاط على الحروف، وتكشف جميع الأوراق ويُعرى الإعلام الفاسد. ومن يريد أن يبقى الخلاف ومن يسعى للفرقة، فسمو الأمير كان صريحاً وصادقاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في واشنطن مع الرئيس الأميركي، وشرح وساطته ووجهة نظره بكل ديبلوماسية بخصوص الخلاف الخليجي أمام الصحافة الأميركية والعالمية، واقترح أن يتم لقاء تشاوري بين الدول الخليج العربي لحل الخلافات في إطار حوار شفاف يشارك فيه الجميع. هذه الجهود الكبيرة من قبل سمو أمير الإنسانية، حفظه الله، أثمرت اتصالاً بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتضمن الاتصال كما جاء في وكالات الأنباء، رغبة أمير قطر بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع، وهذا مؤشر إيجابي نحو حل الأزمة، وإن شابه لاحقاً بعض التشنجات الإعلامية والشد والجذب وتبادل اتهامات، ما أسفر عن تعطيل موقت لأي حوار حتى يصدر موقف واضح من دولة قطر، حسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية. أرى أن الأزمة الخليجية تسير في اتجاه الحل، ولكن ربما تحتاج لوقت ليس بالقصير، فعندما يتدخل أمير الإنسانية الذي حمل هموم الفقراء والمحتاجين وأصلح بين الكثير من المتخاصمين، ووحد كلمة الزعماء العرب والمسلمين واتفق على حُبه جميع الكويتيين واحترمه العالم وقدر مواقفه وأجله الخليجيين، فإن الأزمة والخليجية ستنفرج عاجلاً أم آجلاً، ولا بد أن يسبق ذلك توقف الحملات الإعلامية والتي نزلت في الحوار الإعلامي الى «درجة واطية»، لم ولن نعتادها خصوصاً بين دول الخليج العربي. فهذه رسالة وأمنية أن تتوقف الحملات الإعلامية، التي لم ولن تفيد في شيء، بل ستزيد النار حطباً، فما زالت هناك بارقة أمل رغم الألم الذي سببه الخلاف، إلا أن ما يخففه هو تصدي سمو الأمير، حفظه الله، لهذا الملف... وعندما يتدخل الكبار فإنهم يكونون كالبلسم الذي يشفي الجراح ويخفف من وطأة الألم. Mesfir@gmail.com mesferalnais@
مشاركة :