المنتجعات لابد من وقفة! | سراج حسين فتحي

  • 8/15/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

صحيح أن المنتجعات للترفيه والاستمتاع بالوقت، وخاصة مع الأهل والأصدقاء، وصحيح أن الحرية الشخصية من حق كل إنسان، لكن كما قيل: حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، كما أن ما يحكم حياتنا في مجتمعنا (السعودي المسلم) هو قواعد الدين وأخلاقياته، وليس هوى النفس والمزاج الشخصي، وإلاّ أصبحت حياتنا فوضى، وما لاحظته على بعض مرتادي فندق بأحد منتجعاتنا الشهيرة لا يمكن تبريره بأي حال، ولا حجة، خاصة في الملابس، فكثير من الفتيات الصغيرات تكاد الواحدة منهن لا تلبس ما يستر عورتها، وخاصة في المسبح العام المشاهد من الجميع، وحتى المراهقات نسبة كبيرة منهن يلبسن الملابس الضيّقة جدًّا، رغم تغطية بعضهن لرؤوسهنّ، أمّا الشباب والرجال الكبار فبعضهم يرتدي من السراويل القصيرة التي لا تكاد تستر عورته الشرعية، بل رأيت أحدهم يجلس على الكنبة متربعًا، وقد تكشفت ساقاه، وفخذاه، دون حياء أو خجل! لا أدري، إذا كان من حق البعض أن يأخد راحته، أليس من حق الآخرين أيضًا أن يأخدوا راحتهم، ويمارسوا حياتهم كما يمارسها الآخرون؟ وهنا دعونا نطرح تساؤلاً صريحًا: هل أصبح مجتمعنا بلا قيم، ولا أخلاق، أو آداب، أو حياء؟ إذن أين خصوصيتنا التي ندندن عليها، ونتغنى بها ليل نهار، وأننا مجتمع محافظ؟ أين دروس الدين، وخطب الجمع، والمحاضرات، والدروس، والمواعظ؟، أين ما يوزّع من كتيّبات، ومطويات دعوية؟ بل أين دور الوالدين والمجتمع في حماية دينه، وأعراضه، وقيمه، وأخلاقه؟ ولكن، لديّ قناعة راسخة بأن هذه الحالة الطارئة على مجتمعنا المسلم (المحافظ والمتدين) ليست نبتة صالحة، وهي شاذة بكل المقاييس، وأن من يعيشها لم يتشرّب روح الإسلام الذي ينتمون إليه، ولا أخلاق وعادات مجتمعهم المسلم، وأتوقع اقتحام مناظر وحالات أكثر شذوذًا مع بعض القادمين من بلاد الشرق والغرب، بعد نهاية دراستهم وعودتهم إلى البلاد! ودعونا نقول بصراحة: إذا كانت الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي،وغيرها قد أطلقت عنان محاربة التطرّف والإرهاب، وتجفيف منابعه، وتحذّر الطلاب من الانخراط في أي تجمعات تشحنهم بهذه الأفكار، فهل قامت المؤسسات المعنية بالمقابل بتحذيرهم من تشرّب العادات والأفكار والقيم المعارضة لدينهم، وأخلاق مجتمعهم التي يتم تشرّبها خلال إقامتهم في تلك البلاد؟ بل إن جهودًا تبذل من قبل الجامعات ومعاهد اللغة هناك لترسيخ مفاهيم وقيم ورؤى لا تمتُّ إلى الإسلام في شيء، بل إن بعضها يغرس في عقول طلابنا وطالباتنا الكثير من التوجهات السلبية، وكم في هذا من مخاطر أمنية، وأخلاقية على مجتمعنا السعودي المسلم الآمن؟! فإذا لم تقم الجهات المعنية بمتابعة تلك المحاولات الإفسادية، فهي مقصرة تمامًا، ولابد أن تعرف الجهات المسؤولة بأنها تقفل بابًا واحدًا، وتتغاضى عن محاولات فتح أبواب للشر كثيرة، بدأنا نرى نتاجها خلال هذه السنوات خاصة مع فتح بوابة السفر إلى الخارج للسياحة، ولغيرها ومن ثم اقتحمت علينا الصور النشاز حياتنا فكرًا وسلوكًا وخروجًا حتى على الاسلام! sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :