أكرم عطا الله يكتب : قطر وحقيقة الأزمة مع الدول العربية

  • 6/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هل نحن أمام أفول الدور القطري الذي تمدد في السنوات الماضية ؟ باتت تلك اِجابة سهلة بعد الاجراءات التي تتخذها الدول العربية ضدها ،فكل دولة في الوطن العربي لها قصة وحساب طويلة مع الدوحة جاءت ظروف دولية وإقليمية لتفسح لها المجال لتصفية هذه الحسابات دفعة واحدة.بقلم ـ أكرم عطاالله قطر الدولة الصغيرة والتي بدأت منتصف تسعينات القرن الماضي تطمح لأن تكون دولة مركزية مؤثرة في ظل فراغ سياسي أحدثه غياب عواصم المركز سواء انشغال القاهرة باقتصاددها المثقل أو تحطم بغداد ، هذا الطموح الزائد استند إلى تراكم فائض المال لدى الدوحة الذي قد يمس بعد الطلب المتزايد على الغاز المسال من دولة تعتبر احدى أكبر منتجيه .. هذا المشروع الذي شكل طموحا للأمير السابق حمد بعد انقلابه على والده عندما استولى على القرار القطري. كان الطريق الأقصر بالنسبة للدوحة في إطار مشروع زعامة المنطقة هو تبني حركة الأخوان المسلمين وانشاء إقامة قناة الجزيرة لأن حركة الإخوان موجودة بقوة في كل الدول العربية وهي كتلة اجتماعية سياسية إعلامية كبيرة ومنظمة إذا ما قامت قطر برعايتها هذا يعني امتلاك قطر لقوة في كل دولة هذا حدث على امتداد العقدين الماضيين وسخرت قطر ما يكفي من الامكانيات والمساعدات السياسية والإنسانية والإعلامية وعلى رأسها أسطول مذيعي الجزيرة وبرامجها لصالح دعم حركة الإخوان وفروعها هذا الأمر الذي أحدث نقمة لدى الكثير من الدول العربية والتي اعتبرتها تدخلا سافرا في شئونها الداخلية ونذكر حينما وصف الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قناة الجزيرة بعلبة الكبريت. من هنا كان دفاع حركة الأخوان المسلمين وشيوخهم في المنطقة عن قطر دفاعا مستميتا عندما بدأت إجراءات الدول العربية ضد الدوحة وذهبت بعض الدفاعات بعيدا إلى حد إبراز قطر باعتبارها دولة مقاومة وممانعة كما حدث في فلسطين وحركة حماس. قطر دعمت الإخوان في مصر ضد نظام الحكم وساهمت بإشعال الثورة ضد مبارك والتمهيد لحكم الإخوان ووقفت ضد الموجة الثانية من الثورة معادية النظام المصري الجديد.. قطر دعمت حركة حماس ضد حركة فتح وغيرها ، ودعمت الدوحة جماعة الإخوان وحلفاءهم في سوريا ضد النظام السوري ودعمت حركة النهضة في تونس على حساب الآخرين وتلك أمثلة تؤكد أنه لا يمكن تبرئة قطر من تهمة التدخل التي أثارت كل تلك النقمة عليها. خلال السنوات الماضية كان هناك ما يشبه الغطاء الأميركي للدوحة في سلوكها السياسي في المنطقة ذهب إلى حد الإشارة للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بعض التحليلات بأنه كان يحمل مشروع تزعم الإخوان للمنطقة ولكن الأمر تغير بعد الانتخابات الأميركية ووصول رئيس ببرنامج مختلف معاديا للحركات الإسلامية في المنطقة ويصنفها كمنتجة للعنف بأن وفر فرصة كبيرة للدول العربية المشحونة ضد قطر لإعلان الحرب عليها. من حق الإخوان المسلمين والمدعومين جميعا أن يدافعوا عن قطر ولو فعلوا غير ذلك لاتهموا بخيانة الأصدقاء فهي الدولة التي ساهمت بتمكينهم بكل ما تملك من قوة ولكن القوى الوطنية التي كانت تراقب حركة العقدين الماضيين ودعم منافسيهم للقضاء عليهم من حقهم أن يشعروا بارتياج للاجراءات التي تتخذ وهذا هو مصدر الانقسام في العالم العربي تجاه سلسلة العقوبات التي تمارس ضد الدوحة سواء لشعور حركة الإخوان المسلمين أن ظهرها الرئيسي الذي وفر لها كل هذا الدعم على امتداد العقود الماضية يتعرض للتحجييم والعزل . هذا سبب الحرب الكبرى التي تشنها الدول العربية ضد الإمارة الصغيرة وما تريده هذه الدول منها ليس قضية دعم الإرهاب أو عدمه فهذا لا يعني الكثير وقد يتقاطع ذلك مع مصلحة بعضها لكن الحقيقة أن الدول تريد مسألتين تعتبرانها في غاية الأهمية الأولى التوقف عن دعم الأخوان وترك الشعوب العربية وانزياحاتها السياسية وفقا للضرورات الداخلية الطبيعية بعيدا عن أي  تدخل والثانية وأن تكف الدوحة عن التصرف كدولة مركز وهذا تحمله معظم الشروط التي قدمتها الدول للوساطة الكويتية التي حاولت التدخل كاملاءات على  الدوحة  تطبيقها والالتزام بها  فكل بند فيها يعود للمسألتين الرئيسيتين المترابطتين فلولا دعمها للإخوان لما وجدت في الدول العربية هذا الحضور وهذه القوة وبدون الإخوان لم يكن يتاح لها التصرف كدولة مركز لها حصة في كل دولة .. هذا توفر لعبد الناصر بفعل الأحزاب الناصرية في  الوطن العربية وتوفر لصدام حسين من خلال فروع حزب البعث في الإقليم قطر أخذت الاخوان كامتداد وقوة فعل . من حق الدول والأنظمة المنافسة للإخوان أن تعلن عدائها للدوحة بما تملكه الدول من إمكانيات هذه هي طبيعة الصراعات السياسية  وخصوصا حين تتعلق المسألة  بالنظام السياسي ومركباته الاجتماعية الداخلية ويصبح العداء أكبر عندما تجري محاولة صناعتها من قبل دولة خارجية وتلك خطوط حمراء بالمعنى الوطني وتتعلق بالهوية الوطنية للدولة لم تنتبه الدوحة في ذروة اندفاعها أنها تجاوزتها حد الاستفزاز وسخرت  إمكانيات هائلة لإحداث انزياحات داخل كل دولة ، واضح أن تلك كانت مغامرة بدأت بالسير نحو نهايتها.   Atallah.akram@hotmail.com  أخبار ذات صلةأكرم عطا الله يكتب: الانقسام.. سنوات العجاف الوطنيأكرم عطا الله يكتب: حماس في القاهرة؟أكرم عطا الله يكتب: مصر وسوريا تدفعان ثمن نصر أكتوبر…!!أكرم عطا الله يكتب: عصور ظلام العرب …!!أكرم عطا الله يكتب: النكبة..عندما تتجلط الذاكرة ..!!

مشاركة :