في الماضي، كان العيد بسيطاً، وكانت الناس مغمضة، له في نفوسهم فرحة لا توصف، بمجرد لبس ثوب جديد، أو شماخ أو فستان جديد، ونعل جديد، وإستلام العيدية، وحبة حلاوة مع القهوة، والسلام عليكم، لكن الآن طلبات الناس تغيرت، وعيونهم تفتحت، فهم يقارنون ما يحصل في عيدنا، مع ما شاهدوه من احتفالات الأعياد الكبرى في الخارج، وأغلب المواطنين، إما مبتعثين، أو لهم سياحة خارجية، ويرون هناك في أعيادهم، المشاركات الشعبية، والكرنفالات، والزينة التي تغطي كل الشوارع الرئيسية، وكأنه حفل زواج عام. لم يعد خافياً، سلوك، مدن ومحافظات المملكة تطوير الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ليكون عيداً شعبوياً، حيث تقام العديد من الاحتفالات الخاصة بالعيد في كل مناطق المملكة، تشتمل على تزيين الشوارع والأشجار، والفعاليات التي تشمل النشاطات المختلفة من مسرحيات، وأمسيات، ومسابقات، وألعاب نارية، وفرق استعراضية، ومع ذلك، يقول الناس إنها لا تكفي؟ ويفضلون قضاء العيد خارج المملكة. إذن كيف تقيم جهود القائمين في تنظيم احتفالات الأعياد في مدن المملكة؟ أسوة بالمدن العالمية؟ هل ترى أنها في مستوى الطموح والتطلعات؟ أم أن التقصير فيها يدفع الناس للسفر للخارج؟ إحدى الصحف قامت بهذا الاستفتاء في موقعها الإلكتروني، فكانت النتيجة، 90% غير راضين عن فعاليات العيد، ويقولون أنها لا تكفي، و10% فقط راضون؟ ولو أخذنا الرياض، كمثال، وهي العاصمة، وصاحبة الريادة في التطوير، والإحتفال بالمناسبات الكبرى، يرى الناس أن البرامج الترفيهية والاحتفالية بالعيد، تشغل حيزاً هامشياً من أوقات المواطنين والمقيمين. العبء الأكبر في فعاليات العيد يقع على الأمانات، التي يتوقع منها المواطن الكثير، لكن الأمانات لديها مشكلتان: أولاً، الموظفون مرتبطون بأهل، ومناسبات عائلية، وطلبات البيت، لدرجة أنهم لا يستطيعون إعطاء وقت لفعاليات العيد على حساب أسرهم، وحياتهم الشخصية، فتأتي هذه الفعاليات بسيطة، ومتسرعة، وبدون التأكد من حسن التنفيذ، لذلك تأتي بنتائج عكسية.. المقت، والمزيد من الحنق، وثانياً، الأمانات مرتبطة بحدود، وضوابط، وقيود هيئة الأمر بالمعروف، غير المكتوبة، تريد أن تعطي الناس التنوع في البرامج، ولكن تخشى اجتهاد ونقمة وغضب بعض من أفراد الهيئة في تلك المناسبة، فتأتي برامجها حذرة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain