خبيران روسيان: قطر تفوقت إعلامياً على دول الحصار

  • 7/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - وكالات: قال خبيران روسيان في قضايا الشرق الأوسط، إن الأزمة الخليجية أفضت إلى أن تصبح موسكو أقرب للدوحة من الرياض. وقال الأستاذ المساعد في جامعة سان بطرسبورج الأوروبية نيقولاي كوجانوف، وكبير أساتذة قسم العلوم السياسية في مدرسة الاقتصاد العليا ليونيد إيسايف، في مقال مشترك نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» إن موسكو مهتمة بالطبع في الحفاظ على علاقة الشراكة مع طرفي النزاع في الأزمة. لكن موسكو، على الرغم من اتخاذها منذ الأيام الأولى للنزاع موقفا محايدا، فإنها بدت أكثر تعاطفا مع الدوحة، وليس مع الرياض وحلفائها. وفق موقع «روسيا اليوم». ويرى الخبيران أن هذا الوضع فائق الغرابة في حد ذاته، ولا سيما أن الدوحة سببت صداع رأس لموسكو أكثر من الرياض في السنوات الأخيرة. وقالا إنه على الرغم من التغطية المحايدة جدا للنزاع في الفضاء الإعلامي الروسي، فإن تعاطف الساسة والخبراء في المجتمع الروسي هو إلى جانب قطر. ويجد ذلك تفسيره، كما يرى كاتبا المقال، في موقف قطر النشيط للغاية والموجه نحو المحافظة على حوار مستمر مع موسكو، وتفوق قطر على خصومها في المجال الإعلامي. وأكدا أن الكرملين يسعى لضم الدوحة إلى استراتيجية التوازن العالمي للشرقين الأوسط والأدنى، إلى جانب جميع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، على أساس مبدأ الحوار الإيجابي والفعال. وبالنسبة إلى القيادة الروسية، كما يقول كوجانوف وإيسايف، تبقى قطر اليوم شريكا أكثر ملاءمة لها، خلافا للسعودية. ويلاحظ الخبيران أن موقف قطر البراغماتي جدا، على سبيل المثال في العلاقة مع إيران، أقرب إلى روسيا كثيرا من السياسة الحتمية الجامدة، التي تمارسها الرياض. ومن حيث الجوهر، فإن روسيا وقطر تنطلقان من وجهة نظر النفع في السياسة الخارجية، ومحاولة الحد من اعتماد المصالح الوطنية على المعايير الإيديولوجية. وأشارا إلى  وجود إمكانات إيجابية كبيرة للتعاون الاقتصادي تراكمت لدى موسكو والدوحة، بعد اعتلاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سدة السلطة. وكما جاء في المقال، تعد قطر من بين أكبر المستثمرين في المشروعات الاقتصادية الروسية، والمستثمر الأكبر من بين الأنظمة الملكية العربية في الخليج. كما يلفت الخبيران الانتباه إلى أن السعودية منذ عشر سنوات إلى الآن «تكتفي بالوعود» بتوظيف استثمارات كبيرة بمليارات الدولارات في الاقتصاد الروسي، (مع حلول عام 2017، بلغ حجم الاستثمارات السعودية 0.6 مليار دولار مقابل 2.5 مليار دولار من جانب قطر). وأخيرا، بحسب رؤية نيقولاي كوجانوف وليونيد إيسايف، يوجد في خبايا الوضع الراهن لأزمة الخليج عناصر تنافس جيوسياسي بين موسكو وواشنطن. ففي الوقت الذي اتخذت فيه الأخيرة موقفا مؤيدا للسعودية، حسنت موسكو علاقاتها مع قطر. هذا، فضلا عن أن إيران وتركيا، اللتين تربطهما بموسكو علاقة شراكة، كانتا من بين البلدان التي أعربت عن تأييدها للدوحة. إلى ذلك، وعلى ضوء تشديد واشنطن عقوباتها الاقتصادية ضد روسيا، من المهم جدا بالنسبة للقيادة الروسية إرسال إشارة إلى واشنطن بأن الغرب عاجز عن حل النزاعات الدولية منفردا، كما خلص إلى القول كاتبا المقال.

مشاركة :