شاركت وباركت مع «مجموعة دلة البركة» السعودية في مبادرتها «بركة أمي» للفائزين الثلاثة التي بلغ مجموع جوائزها مليونًا ونصف المليون ريال، وخلع عليه بعضُ كرام القوم حُلَلاً من الإعجاب، معتبرين أنها إضافة جديدة لتكريم الأمهات، والشكر والتقدير -بعد الله- لكل مدخلات ومخرجات مبادرة «بركة أمي»، ولكل من شارك في صياغتها، بدءًا من الفكرة في تلالها، مرورًا بالترحال والتقصي من المعلومات بين عدد من مدن المملكة، وانتهاءً باختيار الفائزات. كافأ رب العباد والدة حُسن سيف شايع القحطاني من قرية تثليث بالجائزة الكبرى وقدرها مليون ريال، وجعلها ملاذاً بعد الله لها، تقهر بها طوفان الظروف ساخنها وساكنها وملوّثها، والعبور إلى شاطئ تزيّنُ جنَباتِه عناقيدُ الحب والأمان. تحدثت الابنة حُسن عن معاناة والدتها لتربية أبناءها، قصة مؤلمة حزينة لدرجة البكاء، لكنها لم تكن غامضة، بل واضحة صارخة تلامس قلوب الأمهات التي لا تحاور ولا تراوغ. أم حُسن مثل بعض الأمهات، حل الدمار في حياتها.. عاشت زمنًا لم يرض بها.. عاشت في صحراء لتربية أبنائها.. لم تستطع أن تفرق بين شتاءها وصيفها ووجه رمال صحرائها وحرارتها.. ومناخها الأسود.. عاشت حياة في جو فيه الكثير من الفجاجة وقسوة الصحراء، صارعت قسوة الحياة من أجل أبنائها لتؤمن لهم المأكل والمشرب والمأوى والطمأنينة. تروي حُسن معاناة والدتها بنغمة حزينة، تحس في عباراتها بالحنان يرفرف حولك كفراشة من نور، رغم الألم الذي ينقر عشب روحك، كانت سطور حُسن تتصارع وتتلاطم في مخيلتي، مثلما يبرق النوم بالحلم. قصة والدة حُسن بيضاء كحمامة، وحزينة كمطر أزرق، وصادقة كنبض.. قصة على قدر ما يجذبك عطر تضحية الأم في الحياة؛ على قدر ما يُؤلمك وخز أحداثها تستطعم مذاق الحزن والتعب فيها، لا رغبة لنا في العذاب، بل لمعرفة فضل الأم علينا وتضحيتها. هذه مشاعر إنسانة شاركت في مبادرة «بركة أمي» أضعها على هذه الصفحة كبحّار لا يملك شراعًا، فيبحر بقلبه الممزق، ضبطت نفسي متلبسة وأنا أغادر قاعة مناسبات «بركة أمي» بمتابعة سيّدة تُشبه أُمِّي.. كنت أسرق نظرة إليها كأنني أسرق رغيف الذكرى. وتسمّرت عيناي على تلك الأم ككاميرا سينمائية تركها مُصوّر لتحدق وحدها في استرداد صورة أمي العظيمة!! A.natto@myi2i.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain