لؤلؤة عهد الباروك - مها محمد الشريف

  • 6/21/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هناك دائماً محاولة للعودة إلى التاريخ، لتقديم حقبة سابقة فيها الكثير من العظمة والتضحية لا تشيخ أبداً، ونستعرض اليوم تاريخ مدينة تجاوز عمرها ثماني مئة عام وقد كانت مقراً للملوك والأمراء في القرن السابع عشر، قد لا يكون نصاً تاريخياً، ولكن ثمة حدث راهن في تقدير القارئ دخل عهداً جديداً في تاريخ الفنون والفكر والازدهار بعد دمار الحرب، باعتباره موضوعاً قديماً استقاه من كتب التاريخ الألماني، وقام بزيارتها ليرى تلك الساحات المتوجة بالمتاحف. كما يمكن أن تتخطى قروناً عديدة إلى أن تصل إلى مدينة تاريخية عملت عدة جهات على ترميمها وأنفقت مبالغ ضخمة لإعادة تاريخها المجيد بعد الدمار الذي أصاب لؤلؤة عهد باروك، التي تقع شرق ألمانيا وعاصمة ولاية سكسونيا من جراء الحرب العالمية الثانية، والذي يبرر اختيار هذه المدينة "درسدن" جمالها الساحر ووجهها الجميل الذي يزداد ألقاً مع السنين، وازدهار ساحاتها التاريخية التي تعطي معنى لكل التساؤلات ومرآة لثقافة هذه القلعة التي تحيط بها المتاحف وقاعات الأوبرا الجميلة. وما يضفي على المدينة طابعاً مميزاً هي الحركة الأدبية الحديثة في دريسدن. حيث نجد في المدينة عدداً من النوادي الأدبية، والمهرجانات مثل مهرجان "الأدب" يدرس في جامعات المدينة ومعاهدها العليا أكثر من 40.000 طالب. هذا وتعتبر المدينة الجامعية مركز أقوى منطقة اقتصادية في شرق ألمانيا. وتستغل شركات الإلكترونيات الدقيقة وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية ولا سيما الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا الطيران، ومختلف المعاهد البحثية كل ذلك يجعل من دريسدن بؤرة للتطورات الأدبية الآنية. حسب ما نقلته بعض كتب التاريخ أن الحرب التي طالت هذه المدينة وكبدتها خمسة وثلاثين ألف قتيل. وسقط وسط المدينة في الركام والدمار بكل معالمه. وبعد منعطف الحرب وجد الزائر لهذه المدينة قدرة على الخلق والابتكار، إضافة إلى المناخ والطقس الخلاب والطبيعة الساحرة، والقيمة الكلاسيكية التي تحتكم إلى الإبداعات، فأصبحت مقياس تطور في العصر الحديث. لقد صُممت هذه المدينة على نمط فن الباروك، وهذا الفن من خصائصه التي نشرت تفاصيله مكتبة ميونخ الكبرى في كتب تمت ترجمتها إلى عدة لغات ونشروا بعضاً من معلوماتها في محرك البحث قوقل للمعارف العامة، (يُعتبر هذا الفن طرازاً معقداً فهو فن اللحظة الآنية وذروة الحركة السريعة مشحونة بالانفعالات الحزينة، وجمع في أسلوبه بين التفخيم والخيال، ويزخر بالألوان الزاهية، بينما وصفه كثير من القديسين على أنه فن يوقظ الإيمانية داخل الأرواح، ويكسبها طابع القداسة، ويميل في مظهره العام إلى الحيوية والحركة، على نقيض الاتجاه الكلاسيكي الذي يهدف إلى المحاكاة فقط.) ولعلنا نذكر هنا شهرة العمارة المبهرة التي لا تقل عن شهرة فن الأوابد المعمارية، ومن يكتفي بالتجول بين أحضان طراز الباروك بعد إعادة بنائه، تفوته الأوجه الأخرى للمدينة، مثل المدينة الجديدة الداخلية، وقد نُقشت معالمها على طابع بريدي.

مشاركة :