تَحدثتُ بالأَمس عَن أُستَاذنا السَّاخِر المِصري الكَبير "جلال عامر" –رَحمه الله-، وهَا أنا أُوَاصِل الحَديث عَنه، في مُحاولة منِّي لاستعَادة كَاتِب نَسيَه النَّاس، ولا عَجب في ذَلك، فالمُجتمع "دَفّان"، يَدفن المَعروف ويَنسَاه، كَما يَقول "محمد حسن زيدان" –رَحمه الله أيضاً-..! وللأُستَاذ "جلال عامر" كِتَاب يَحمل عنوَان "تَخاريف"، ومَن يَقرأ هَذه التَّخاريف يَجد فِيها كَثيراً مِن التَّصارِيف، التي تَجلب الصُّداع للرَّأس، وتَنشر الآلَام والمَواجِع في التَّجاويف..! يَقول في وَاحِدَة مِن تَخاريفه: (دَخلتُ مَصلحة حكوميّة، مُقتنعاً بأنَّها "تَخدم الشّعب"، وبَعد حصُولي عَلى تِسْعَة أختَام عَلَى أورَاقي، خَرجتُ مُقتنعاً بأنَّ تِلك المَصلحة "تَختم الشَّعب")..! ويَقول في تَخريفة أُخرَى مُوجعة: (استمرَاراً لظَّاهرة التديُّن الشَّكلي التي تَنتشر هَذه الأيَّام، أصبَح مُعظم سَائقي التَّكَاسي "يُشغّلون القُرآن"، ومَع ذَلك لا يُشغّلون العَدّاد)..! وفي تَخريفة أُخرَى، أبدَى أُستاذنا "جلال عامر" غِيرته عَلى عَورة مِصر، قَائلاً: (نَحنُ ضِدّ رَفع قَانون الطَّوارئ عَن مِصر، فلَو رَفعنَاه رُبَّما تظهر سِيقَانها للمَلأ)..! وقَد عَصَر أُستَاذنا "جلال" –ذَات مَرَّة- نَافوخه "رَأسه"، ليَفهم سِرّ الاضرَابات المُتَتالية، فقَال: (كُلّ الفِئَات في مِصر شَارَكت في الإضرَاب، "إلَّا الحَراميّة" إحسَاساً مِنهم بالمَسؤوليّة)..! وأَخيراً يَقول في لَمحة إنسَانيّة: (أنَا لَا أَصبغ شَعري، ولَا أُعَالج التَّجاعيد، لَكنَّني أُقَاوم الزَّمن بِمَا هو أكثَر مِن ذَلك، فكُلَّما مَرضتُ صَمّمتُ عَلى الذِّهاب إلَى طَبيب الأطفَال)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أُودّعكم بآخِر "تَخريفة"؛ قَرأتها لأُستَاذنا "جلال عامر" يَقول فِيها: (لِي جَار تَقدّم بطَلب للحصُول عَلى شقّة مُنذ أيَّام السَّادَات، والحَمد لله استَدعوه وأَبلَغوه أنَّ الرَّئيس السَّادات توفّاه الله، وطَلبوا مِنه تَجديد الطَّلَب)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :