- ما يقيمه العقل كثيرًا ما يُشكِّل عبئًا ثقيلًا على القلب.- أولويات القلب تُرتِّبها قِيمهِ الخاصة، وتَحيُّز العاطفة لها وإلحاحها عليها يُشكِّل مجموعة ضغط على معايير العقل، قد يصل الأمر لاستسلامه وخضوعه وهدم قِيَمه وإنشائها من جديد بمواصفات القلب ومقاييسه، ليلتمس لنفسه مبررات كسر الاعتبارات.- تعاميم العقل وتوجيهاته نظريًا تبدو صارمة ومحسومة، أما تطبيقيًا فقد يمارس القلب بعض صور (الفساد الإداري)، ويتخطى التعليمات، ويتجاوز النظام، لأنه مدفوع بقِيَم مغايرة، ومعايير لا تخضع للمنطق، الذي يحكم العقل ويديره.- بين معايير القلب ومقاييس العقل صحارى من الشتات، وكثبان مهولة من الكمد.- مَن منهما تعدَّى على صلاحيات الآخر، ومَن الذي يستحق أن يملك قيادة الحياة؟- ضمن حملاتهما الانتخابية ومناظرات القيادة، العقل يُمنّي بالأمان، والقلب يُمنّي بالاطمئنان، لا يمكن أن نطمئن بدون أمان، وما فائدة الأمان إن لم نطمئن؟- حسابات العقل سليمة والضمانات، التي يُقدِّمها واعدة، لكن حسابات القلب تملك جوهر الحياة، العقل يملك الصندوق والقلب يملك المفتاح.- القلب والعقل حجرا رحى تسحق العمر بالصراعات الأزلية، وتأرجحنا في القضايا المصيرية بين ما يعد به العقل وما يتوعد به القلب.- ماذا لو فتحت قلبك وعيّنت عقلك حارسًا؟ ولم لا تحكّم عقلك وتعيّن قلبك محاميًا؟- لا يمكن أن يتحكم العقل بما يريده القلب، ولا يمكن أن يُجبر القلب على الإذعان للعقل، لأنه سيشعل الحرائق في غابات الأوردة طول العمر، ولو تمكن من فرض قرار يجده العقل فيما بعد خاطئًا ستبقى الأصابع تدفع الثمن طول العمر!- كبَد سحيق نتجرعه في الصراع بين وقار العقل الحكيم وحماس القلب الطائش!- في نفق الصراع بين العقل والقلب، يبدو التوكل على الله والتسليم له هو الحل الذي يحقق الأمان والاطمئنان معًا، فهو سبحانه ملهم العقول ومطمئن القلوب.
مشاركة :