من المفيد أن نتذكر أنه حتى مع التحسينات الكبيرة في تحقيق التوازن بين الجنسين في التعليم، وتساوي فرص النجاح بينهما، ولكن عملياً تظل هناك فوارق فطرية تختص بها المرأة، لا تستطيع الحضارات أن تمحوها، أو تتهرب منها، وتظهر هذه الفوارق جلياً في نوعية التخصصات الجامعية التي تختارها المرأة. راندي أولسون، طالب دراسات عليا، بجامعة ميشيغان، درس تحليل فوارق الجنسين في الشهادات الجامعية، على مدى العقود الأربعة الأخيرة، واستخدم بيانات المركز الوطني الأمريكي لإحصاءات التعليم، 1970 - 2013، ووجد نتائج مذهلة، تفوقت المرأة على الرجال، وهيمنت في ثلاثة تخصصات مهمة، فقد بلغت نسبتهن 85% في المهن الصحية، التي تشمل التمريض، والطب البيطري، وطب الأسنان، يأتي بعد ذلك التعليم ونسبتهن فيه 79%، وعلم النفس بنسبة 77%، ورصد البحث القفزات الكبيرة لهن، كانت في مجالات مثل الزراعة 5% من النساء في عام 1970، حتى وصلن إلى 50% ، وعلم الأحياء من 30% من النساء في عام 1970 إلى 60% حالياً. الغريب أن بريق الهندسة، ومجال علوم الحاسوب، والنجاحات التي حققتها المرأة في إقتحام هذه المجالات الصعبة في فترة السبعينات والثمانينات، بدأت تختفي، فقد انخفضت نسبة المرأة فيهن من 35% حتى نزلت اليوم إلى أقل من 20% مما يدل أن المرأة عادت إلى طبيعتها، فمثل هذه الوظائف تتطلب عادة بنية جسدية صلبة، وتنطوي على مخاطر عالية، وتحتاج المزيد من التركيز بعلوم الرياضيات، الذي هو بالتأكيد ليس ضمن أوليات المرأة العاملة. العالم المهني، بعيداً عن التنظير والدراسات، ليس أرض العجائب الفاضلة، فهو لا يقوم على كامل المساواة، ولا يخلو من التمييز على أساس الجنس، المرأة التي قفزت في الهندسة المعمارية من 15% إلى 45%، لا تزال هي المرأة التي تعاني من التمييز في هذا القطاع بشكل كبير: تفاوت الأجور، وزيادة التحرش . #للحوار_بقية الإحصائيات الخام، التي تضعها وزارة التعليم العالي في موقعها الإلكتروني، تحتاج مثل راندي أولسون، النسخة السعودية، للقيام بمثل هذه الدراسات التحليلية المفيدة؟ فقد بدأ التعليم للمرأة السعودية بعد الشباب بعشرين سنة، ولكن اليوم تفوقت أعداد الجامعيات، فإلى أين يتجهن؟ للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :