كان يجلس بجواري بمجلس الشورى إبان عضويتي السابقا معالي د. ماجد المنيف، أمين عام المجلس الاقتصادي الأعلى، قبل أن يُحلّ، وسألته ما معنى الدراسات الاكتوارية التي تتردَّد علينا كثيراً في تقارير المجلس، فقال لي: الدراسة الاكتواريّة هي نوع من العلوم التي تختص بالمستقبل، وتعتمد على مبدأ تخمين المخاطر، وذلك عن طريق استخدام الطرق الحسابيّة، والإحصائيّة في تقدير حجم المخاطر في مجال الصناعات الماليّة. تذكَّرت كلام معاليه، ونحن نسمع اليوم تخفيض الدفعة الأولى للتمويل العقاري، حتى 15% بعد أن كانت 30%، وبالتالي السماح لشركات التمويل العقاري والبنوك، بتمويل 85% من قيمة الوحدة السكنية بعد أن كانت تمول فقط 70%، والسؤال: هل تم استخدام الدراسات الاكتوارية، ونحن نضع قيمة الدفعة الأولى، حتى نعرف عدد المستفيدين من هذا القرار؟ يعني لشراء وحدة سكنية بمليون ريال تحتاج أن تدفع مقدما 150 ألف ريال، بدلاً من 300 ألف ريال سابقا. القرار السابق اتخذته مؤسسة النقد بتحديد الدفعة الأولى 30%، وكان ذلك في أكتوبر عام 2014، واليوم بعد 18 شهرًا تعود لتخفيض الدفعة الأولى بقيمة 15%، وهذا أمر يُشكرون عليه، ولكن خلال هذه الفترة تعثَّرت الكثير من مشروعات التمويل العقاري، لأن عدد المواطنين الذين تتوفر لديهم هذه السيولة في حساباتهم مجموعة قليلة، لا تتجاوز 10% من حجم المودعين بالبنوك، وأغلب هذه الشريحة يسكنون في مساكنهم الفخمة، وهم آخر مَن يحتاج للتمويل. الدراسات الاكتوارية تعطينا بدقة، العدد المحدود جدا، الذين لديهم مدخرات 300 ألف ريال، وبالتالي إصدار القرار الأخير بتخفيض الدفعة الأولى إلى 15% سيؤدي يقيناً إلى تصاعد عقود التمويل، وانتعاش حركة التملك. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الحكيم الصيني، كونفوشيوس: النجاح يعتمد بعد الله عز وجل، على التخطيط، والإعداد المسبق، وبدونها أقول لك: استعد للفشل.
مشاركة :