الانضباط مفقود.. مفقود - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 8/14/2013
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

في السلك العسكري هناك ما يُسمى بالضبط والربط. عرفنا مُفردة الضبط المُشتقة من فعل ضَبَطَ ومنها انضبط أي خضع للنظام وامتثل له بدقة إنما الربط فالعسكريون أبخص به وأدرى. يُقال محلياً "اضبط أمورك" أي احرص عليها وأتقنها. السؤال: هل نحن مجتمع منضبط في شتى الأمور؟ أخشى القول بأننا غير منضبطين ولا أُعمم، لكن من يرى تصرفات وسلوك معظم أفراد المجتمع يقول بأن الفوضى ضاربة أطنابها بسبب عدم الانضباط. دعونا نستدعي بعض الأمثلة حتى يكون للكلام قيمة ومعنى. حين لا يُعنَى الناس بالوقت وأهميته ويقعون في مآزق "آخر لحظة" ألا يدل هذا على عدم الانضباط. حين يسهر الأطفال طوال الليل ولا ينامون إلاّ بعد طلوع الشمس خصوصاً في العُطلات والإجازات وبمباركة من الأهل ألا يعني هذا عدم انضباط. الفوضى العارمة في الطرقات والشوارع من قبل السائقين والمشاة وقائدي الدراجات الهوائية والنارية في غياب دوريات المرور وحضورها أليس لكل هذا علاقة بالانضباط. الفلتان الكلامي واستخدام لغة بذيئة في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وخدش الذوق العام في الفيس بوك والكيك أليس هذا من قلّة الحياء وعدم الانضباط بضوابط الأخلاق. الطوابير وما أدراك ما الطوابير والذي يحدث فيها من تزاحم وتدافع وتلاسن دليلٌ مؤكّد على عدم الانضباط. عدم الإخلاص في العمل والتكاسل عن أداء مهام الوظيفة كما ينبغي من قبل الرؤساء والمرؤوسين أليس هذا من عدم الانضباط. التهاون في تطبيق القوانين والأنظمة بكل عدل ومساواة من قبل الضابط الرسمي أليس في هذا قمّة الاستهتار بالناس وعدم الانضباط. تطول القائمة والأمثلة كثيرة لهذا سأختصر بالقول إن من مُعطِّلاتِ نمو بلادنا غياب ثقافة الانضباط بصفة عامّة مما أوجد بيئة غير منضبطة ولا علاج لهذا الداء سوى غرس مهارة ومفاهيم الانضباط الذاتي منذ الصغر وتعليم النشء كيفية السيطرة على الذات ونقد التصرفات وبهذا يمكن ضبط أمور المجتمع وانضباطه ولو بعد حين.

مشاركة :