أيها الانضباط من رآك؟ - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 1/29/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

سنظل نُدندن حول مقولات المفكّر سابق جيله الراحل عبدالله القصيمي ونستقي من مقولاته وعناوين كتبه المُثيرة الأفكار.العنوان أعلاه مجاراة لعنوان كتابه الشهير "أيها العقل من رآك" فالانضباط سلوك متحضّر يعززه الوعي والوعي نتاج عقل ناضج. سأكتب للمرة الثانية عن قيمة الانضباط في حياتنا بعد أن كتبت سابقاً هُنا وفي هذه الزاوية تحت عنوان "الانضباط مفقود .. مفقود" نُشر بتاريخ 14 أغسطس 2013م. وصلت في ذاك المقال إلى نتيجة أن من مُعطِّلاتِ نمو بلادنا غياب ثقافة الانضباط بصفة عامّة مما أوجد بيئة غير منضبطة ولا علاج لهذا الداء سوى غرس مهارة ومفاهيم الانضباط الذاتي منذ الصغر وتعليم النشء كيفية السيطرة على الذات ونقد التصرفات وبهذا يمكن ضبط أمور المجتمع وانضباطه. حسناً.. أين يكون الغرس وكيف؟؟ نظرياً يمكن القول ببساطة إن المدرسة هي المفترض المكان الأنسب لهكذا حكاية ولكن هل بالفعل أدّت المدرسة هذه المهمّة بالشكل المطلوب وهل بيئة المدرسة لدينا بيئة مُنضبطة ينتظم فيها النشء تحت لواء الانضباط في كل شؤونهم؟ الجواب ربما نستدل عليه من مانشيت صحافي نُشر في أكثر من مطبوعة قبل بداية الفصل الثاني من العام الدراسي الراهن. (خالد الفيصل يوجّه بتقديم تقارير عن "حالة الانضباط" في الدوام). مُجرّد توجيه أو هو تعميم من المسؤول الأول عن التعليم أثار اللغط وكثيراً من الكلام ما بين مؤيد ومستخفّ. ألا يعلمون أهمية الانضباط؟؟ ألا يعرفون معنى وأثر الالتزام الدقيق بالنظام والحضور في اليوم المحدد والزمن المحدد؟؟ من يتراخى في الحضور للمدرسة في أول ساعة من اليوم الأول سيتراخى في الحضور بعد كل إجازة وفي كل فرصة تسنح له وهنا يبدأ انفراط منظومة الانضباط بدءاً من الاستهتار بالوقت وليس انتهاءً بالتخاذل عن أداء المسؤوليات الوظيفية والمجتمعيّة. أعطني بيئة مدرسيّة مُنضبطة في كُل شيء أُعطك شعباً جاداً مُنتجاً لا وجود للدرباويّة فيهِ.

مشاركة :