•يقول ويليام جيمس: (يستطيع الإنسان أن يسافر بأفكاره إلى أي مكان في الكون بسرعة لم تخطر له على البال، وتسبب له أحاسيس ليس لها لا وجود إلا في ذهنه) يحدث هذا في رأينا مع الفكر الإيجابي الذي يمكن أن ينقل الفرد .. والمجتمع إلى آفاق بعيدة يحقق فيها قفزات للأمام لكن بقدر السرعة التي يأخذنا فيها الفكر الإيجابي إلى الأمام .. فإن الفكر السلبي ينقلنا بنفس السرعة ويسافر بنا إلى آفاق بعيدة في الماضي السحيق فنجد نفسنا بدلاً من أن نتقدم خطوة إلى الأمام نعود خطوات إلى الخلف. فأحد أبرز آفاتنا اليوم أننا مشدودون باستمرار للتفكير في الماضي سواء الماضي البعيد أو الماضي القريب. *** ورغم أن التفكير في الماضي ليس عيباً في ذاته إذا ما كان الغرض منه استرجاع العبر والمُثل العليا كي يكون ذلك دافعاً لأن نعيش حاضراً أفضل ونحلم بمستقبل أكثر رخاء وازدهاراً. لكن مشكلتنا هي أننا نقوم باجترار الماضي والتغني بما أنجزه الآباء بديلاً عن العيش في الحاضر والتفكير في المستقبل، وهو تفكير سلبي لن يعيدنا إلى تلك الأمجاد، ولن يجعلنا نتواءم مع الحاضر، فننتهي إلى أن نعيش على هامش التاريخ أمة ليس فيها إلا ذكريات وألسنة تهتف وتقتات على عمل الآخرين وننسي أن إنجازات هؤلاء الأجداد كانت بفضل جهدهم وفهمهم العميق للعصر الذي كانوا يعيشون فيه فسخروا فكرهم وجهدهم وعلمهم لتأسيس حضارة نفتخر بها اليوم ويشهد العالم كله بتأثيرها العلمي والثقافي وبآثارها التي لا تزال تتحدى الزمن. *** إن هذا النوع من التفكير وتزايد معدله، خاصة من التيارات الفكرية ذات التأثير في المجتمع، يحيل مثل هذه الأفكار إلى عادة يتربى عليها أفراد المجتمع وتصبح جزءاً من تكوينهم الفكري .. والعادة هي فكرة وضعها الإنسان في ذهنه وربط بها أحاسيسه وكررها أكثر من مرة حتى أصبح المخ يعتقد أنها جزء من تصرفاته الطبيعية التي لا يرى فيها عيباً أو خريصة. فوفقاً للعقل الباطن فإن أي شيء تفكر فيه سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً ينتشر ويتسع من نفس النوع، ويضيف إليه العقل ملفات من مخازن الذاكرة تكون متشابهة له .. ومع الوقت يصبح العالم الخارجي في عقل الشخص وتفكيره انعكاساً لما يوجد في تفكيره الذاتي .. فإذا كان تفكير الفرد إيجابياً انجذب له كل ما هو إيجابي في الحياة، وإذا كان سلبياً انجذب إليه الأحاسيس من نفس النوع. ومع تراكم هذا النوع من التفكير فإن في النهاية يصبح أي شيء تعتقد أنه حقيقي بالنسبة لك ينعكس على سلوكك وتصرفاتك بما يتماشى مع تفكيرك حتى لو كان هذا الشيء غير واقعي وغير حقيقي. *** وهكذا وبينما ينشغل العالم من حولنا في التفكير العلمي والايمان بأهمية التكنولوجيا في تطوير حياتهم وتحسين ظروفها بل وحل كل المشكلات التي يعانون منها، نُسخر كل جهودنا لأفكار لا ترد على ذهن عاقل .. فيعمل البعض على نشر مجموعة من الأفكار السوداء عن المجتمع .. وُيشغل البعض الآخر نفسه لصد هذه الأفكار وتفنيدها وإيضاح فداحتها على المجتمع.. وبين هذا وذاك نضيّع مزيداً من الوقت والجهد والفكر .. هذا إذا اعتبرنا أن الخوض في هذا التفكير فكر حقيقي، فلا نحن استرجعنا الماضي .. ولا استطعنا اللحاق بالمستقبل لينتهي بنا الأمر بأن نكون أمة على هامش التاريخ. نافذة صغيرة: [[يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت *** فينا المروءات واستشرى بنا الخور أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ *** يجيب صرخة مظلوم وينتصر]] nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :