الدوحة- الراية : وحده افتراض الجهل والغباء في الجمهور، الموالي أولا والعام ثانيا، هو ما يمكن أن يقود إلى فضائح مكتملة مثل تلك التي يخوض فيها الإعلام خاصة الإلكتروني في الدول المحاصِرة لقطر. «القطريون يشربون لبن حمير تركي» .. «تركيا ترسل لبن الحمير إلى قطر» .. عبارة تنتشر مثل النار في هشيم ما يصفه البعض بالقطيع الإلكتروني الذي يتبع حسابات جلّها مدفوع فيردد خلفها دون تحقق .. لا يحتاج الأمر أكثر من دقيقة ليكتشف المرء أنه ليس كذباً بواحاً فحسب .. بل تزوير فاضح. في يناير مطلع هذا العام، أي قبل الأزمة الخليجية بـ ٥ أشهر بثت قناة الجزيرة تقريراً في فترتها الصباحية عن استعانة بعض الأتراك بلبن «الاتان» لعلاج بعض الأمراض مثل الربو وغيره. في لقطة من التقرير يظهر صندوق للتعبئة .. لقطة شاهدها الملايين على الهواء وفي التقرير الموثق بالتاريخ على موقع يوتيوب. لكن خيالاً مريضاً ما وافق قلة حيلة في إثبات الذات الإعلامية، قاد أحد المسؤولين في حملة التشويه إلى ابتكار صورة مزورة كـُتب فيها اسم قطر على الصندوق وروّج ذلك على مواقع التواصل. وذلك استمراراً لأداء إعلامي ودعائي بائس تحول إلى أضحوكة العالم العربي. وإذ يحار المتابع للآن في هوس إعلام دول الحصار بالأبقار والماشية تحديداً في استراتيجيتها الإعلامية في الأزمة، فإن حديث الحمير الحقيقي سيحيل بالذاكرة لسنوات قليلة مضت. هذا مدير رقابة غذائية يقول بنفسه إن هناك شبهة كبيرة ووثائق بأن الخطوط الجوية السعودية قدمت لركابها وجبات من لحم الحمير. سؤال: الأستاذ عبد الله أنت الآن تقر أن الأكل الذي يقدم على الخطوط الجوية السعودية موبوء؟ جواب: موبوء.. احنا نتكلم عن مستندات لا أحد يتكلم في برنامج أمام الجمهور بكلام جزافي أو اتهامات باطلة، نحن نتكلم عن مستندات، وليست مستندات عن قطاعات التموين داخل المملكة، بل خارج المملكة في القاهرة. وهذه صور نُشرت قبل نحو عام لخبر ذاع عن إقفال أحد محلات الجزارة في مدينة جدة السعودية بعد اكتشاف بيعه لحوم حمير. لقد عرف تاريخ الإعلام علوم الدعاية وهذه موجهة في العادة لجمهور المناصرين وتكون بيضاء تزين قبيحاً أو سوداء تقبّح جميلا أو صفراء قوامها الابتذال والإثارة الرخيصة ..اليوم تجمع الحملة على قطر من تلك البضاعة اردأها. أمر أصبح مثار أضحوكة وهزل بالنسبة للقطريين والمقيمين على أرض قطر،، لكن الإساءة الكبرى بل الإهانة هي لجمهور الشعوب المحاصرة بالاستخفاف بعقولهم .. إذ لا يمكن أن تحترم شعبك إن لم تحترم ذكاءه.
مشاركة :