بعكس الصورة المفترضة عن آرثر والقيم النبيلة التي يمثلها، يقدم لنا الفيلم الشخص الشهير بوصفه محتالا متلاعبا، وحتى عندما ينجح في سحب السيف نراه يلجأ إلى الخديعة والحيل لقتل الملك إثر فشله في التحكم فيه كونه يرفض مصيره وينكر حقيقته. ويثير الفيلم أيضا الاستغراب إثر حس الكوميديا الذي يمتلكه آرثر والشخصيات المحيطة به، لتبدو الشخصيات كأنها لا تتناسب مع السياق التاريخي للفيلم، كما نشاهد أيضا المغالطات الغريبة، كأن يكون هناك معلم كونغ فو صيني في تلك الفترة، يعمل على تجهيز وتدريب المعارضين لحكم الملك الحالي، كذلك لا نرى الساحر ميريلان في الفيلم، ليكتفي المخرج بساحرة تعمل معه دون توضيح عن ماهيتها ومن هي بدقة، ليبدو الأمر مشوشا بالنسبة إلى المشاهد الذي لا يعرف حكاية آرثر وبنية الأساطير المرتبطة به ليبدو أشبه بـ”برومو” طويل للأفلام التي من المفترض أن نراها مستقبلا. الفيلم يحوي الكثير من مشاهد القتال والمعارك المميزة التي تمتد على طوله لينتهي بمعركة بين آرثر وعمه، يتمكن إثرها آرثر من الوصول إلى العرش بعد هزيمة عمه الذي كان يتعاون مع قوى الظلام، ليتحول من شاب طائش إلى ملك بريطانيا، لنراه في نهاية الفيلم يبني الطاولة المستديرة التي ستجمع الفرسان حولها. تعرض الفيلم لحملة انتقادات واسعة في الصحافة، إذ رأى الكثير من النقاد أن النص غير متماسك، فالمخرج لم يلتزم بالدقة التاريخية، إلى جانب المبالغة في استخدام المؤثرات البصرية التي لم يكن حضورها موفقا بصورة دائمة لتبدو أحيانا مبتذلة وشديدة الوضوح بالنسبة إلى المشاهد. كما أن المعارك الأسطورية والهائلة التي وردت في الفيلم رآها الكثيرون بوصفها تقليدا لسلسلة “ملك الخواتم” مع نفحة من المعاصرة، إذ تبدو بإيقاع مضطرب وسريع أحيانا وغير مبررة دراميا، كالانتقال فجأة من ذروة القتال إلى الصمت، كما حدث حينما كان حرس الملك يطاردون آرثر.
مشاركة :