* من خلال العيد كان الحوار في أول أيّامه بيننا؛ نحن كعائلة اعتادت أن يكون اللقاء في منزل كبير العائلة، وكون اللقاء ضم أجيالًا مختلفة الأعمار، الأمر الذي جعل النقاش أكثر جدية، كما كان مربكًا ومثيرًا جدًا، حيث كانت البدايات الراتب الذي انتهى قبل العيد بالنسبة للبعض، وبقي القليل في جيوب البعض، ولأهمية الحوار قررت أن أنقل بعضه هنا ليرى الجميع الواقع دون تزييف، حيث قال البعض بكل صراحة: "إن مشكلتنا ليست في الراتب، بل في البعد عن الحكمة في الإدارة المالية للأسرة التي يفترض أن تضع في حسبانها كل ما يتعلق بميزانيتها، ومن ثم تمضي تجاه الآتي بهدوء ورشد"، بينما اعترض البعض على فوضى الأسعار التي تمضي أيضًا بعيدًا عن المستهلك، وتدفع به تجاه الجنون الإجباري، وذنبه أنه لا يملك سوى أن يدفع، وهي حقيقة كلنا يعرفها من خلال ما يجري، فأسواقنا وبكل أسف هي التي تفرض على المستهلك ما تريد أيًا كانت السلعة، ومن يُصدِّق أن تكون قيمة السلعة من ماليزيا مثلًا بعشرين ريالًا لتصل للمستهلك هنا بـ120 أوبـ150 في محل يبعد عن المحل الأول مترين، وبهذه الفوضى تمضي الحكاية كلها تجاه تدمير اقتصاد الأسرة، وتدخلها في متاهات أخرى وديون وتعاسة، والسبب هو سوء الإدارة في الحالتين، الأولى في الأسرة، والثانية في الأسواق، بينما حمّل البعض الراتب كل ما يجري، مؤكدًا أن هناك جمود في سلّم الرواتب لا يخدم الفرد في ظل فوضى الأسعار التي تعيشها أسواقنا بقوة...!!! * ليستمر الحديث لساعات، ويصل النقاش للسماء، وتصعد أنفاس البعض وتهبط بعضها، بينما كنت أتابع بهدوء ما يجري، حتى وصل الحديث لابني "إياد"، والذي يعمل في الخطوط السعودية، وهي مؤسسة تدفع رواتب جيّدة وتعتني بموظفيها، وبالرغم من ذلك كانت عبارات "إياد" نارية، حيث يرى أن الوضع يظل قضية أكبر من أن تُحَل في نقاش، لاسيما والشاب في بداياته يحتاج للكثير، في مقدمتها السكن والسيارة، وكل واحدة منها أصعب من الأخرى ليكون الراتب الضحية، ويكون قَدَر المواطن أن يعيش الأزمة تلو الأزمة، ويمشي في عالم كله يتربص به، وهو عالم مخيف لا همَّ له سوى الكسب على حساب المواطن، ويظل الحديث ممتدًا ليصل إلى أحد موظفي شركة الكهرباء، والذي بدا في حديثه متأثرًا بسياسات الترشيد في الاستهلاك، وحمّل نفسه الذنب الذي لم يكن للراتب فيه ذنبًا أبدًا، بل الذنب الأول -حسب قوله- هو بسبب سوء التخطيط، ومبالغة بعض السعوديين في العناية بالمظهر على حساب ميزانيته، فمثلًا قد تجد موظف راتبه لا يتجاوز السبعة آلاف ريال، ويصر على أن يشتري سيارة لكزس من خلال قرض من بنك لا يرحم.. مثل هذا أي راتب يكفيه؟.. وظل الحديث هكذا يتحرك ويجري بنا من فرد لآخر، لنصل في النهاية إلى أن هناك أملًا في عملٍ جاد يأتي ليضع النقاط على الحروف، ويصنع ما يُحقِّق للناس الحياة الآمنة المستقرة، ترى من يصنع مثل هذا العمل، بالتأكيد عقليات مخلصة للوطن لا لنفسها، ليُنهي الحوار النداء "الفطور"..!!! * (خاتمة الهمزة).. قضايانا ليست قضايا مستحيلة الحلول، بقدر ما هي قضايا تحتاج إلى رجال يأتون للمهمة وفي ذهنهم الوطن كله بكافة أطيافه، وكيف يتحقق ذلك؟.. بالطبع من خلال تحديث الأنظمة ومتابعتها من خلال أجهزة رقابة قوية وقادرة على أداء المهمة بأمانة.. وهي خاتمتي ودمتم..!!! تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :