القدس في وجدان كويتي (3 من 9) - ثقافة

  • 7/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعاقبت على مدينة القدس ثلاث جاليات عرقية هم «العرب، اليهود، النصارى» مما جعل مدينة القدس ترتكز على ثلاث ديانات رئيسة هي الديانة اليهودية، على اعتبار أن العرب هم سكانها الأصليون لم ينزل الله سبحانه وتعالى عليهم الدين الإسلامي بعد، والديانة المسيحية التي سبقت الديانة الإسلامية بخمسمئة سنة تقريبا، ثم بعد ذلك تأتي الديانة الإسلامية التي نزلت في العرب للناس كافة؛ فمن الاستحالة بمكان أن تتنازل جالية عن معتقدها في هذه الأرض المباركة، ولكن ليس من المستحيل التعايش بسلام على هذه الأرض الشريفة، يقول الباحثان الدكتور علي إبراهيم عبده، والدكتورة خيرية قاسمية: «لقد عاش العرب واليهود جنباً إلى جنب بصداقة وتفاهم منذ أزمنة قديمة ولم يتأثروا بأدنى حدّ من النزاع الديني الذي كان يجعل الحياة اليهودية في أوروبا كابوساً، وبينما تعرّض اليهود إلى مجازر متكررة في أوروبا في العصور الوسطى والحديثة كانوا يشعرون دوما أنه بإمكانهم أن يلجأوا إلى الأراضي العربية ليعيشوا في سلام وأمان. وبينما كانت أوروبا تنكر على اليهود أي شعاع من الضوء وتغلفهم في (الغيتو) تمكن اليهود من أن يساهموا بحرية في الحضارة الإنسانية في ظل الحكم العربي، لقد كانوا يشعرون دوما أنهم في وطنهم وأنهم جزء من المجتمع المحلي الذي يعيشون فيه ولم يمنعهم هذا عن محافظتهم على تراثهم الديني وعلى انتمائهم الطائفي لإخوانهم في الدين» أ.هـ.فهناك من اليهود من يرفض ممارسات السلطة الإسرائيلية، يؤكد الباحث تيسير جبارة ذلك قائلا: «كان من المحتجين على سياسة القبضة الحديدية مجموعة من حملة لقب بروفيسور في الجامعة العبرية في القدس وزعوا منشورات أعربوا فيها عن أسفهم العميق وقلقهم على مستقبل وأمن الدولة في أعقاب استمرار ممارسات الجيش في المناطق المحتلة.. وجرت مسيرة سلمية من رأس الناقورة إلى القدس جمعت عددا من اليهود واتجهت إلى مقر رئاسة الوزراء، وقد رفعت فيها لافتات تندد بالاحتلال وألقى بروفيسور إسرائيلي كلمة دعا فيها الشباب إلى رفض الخدمة في الأراضي المحتلة» أ.هـ.أما التعايش المسيحي - الإسلامي، فيقول عنه الدكتور حسن الباش: «ضرب التعايش الإسلامي- المسيحي في فلسطين مثالا يحتذى في العلاقات الأخوية والتعاون والتكاتف في مواجهة العدوان الخارجي، وذلك منذ زمن بعيد جدا. ومنذ الفتح الإسلامي لفلسطين وتحريرها من قبضة الاستعمار الروماني تمسك الشعب الفلسطيني بعروبته وثقافته وهويته، ولم يكن المسيحيون الفلسطينيون أقل فعلا من المسلمين في ترسيخ الهـُويـّة العربية ورفض الهيمنة الأجنبية أيـًّا كانت، ولعل فتح القدس سلمـاً أيام الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان له أكبر الأثر في بقاء الشعب الفلسطيني متمسكاً بهـُويته محافظاً على استقلاله النفسي والحضاري عن جميع المستعمرين الذين استعمروا فلسطين وحاولوا حرف أهلها عن انتمائهم العربي» أ.هـ.هذا التسامح الخلاق والتعايش بروح الأخوة والمحبة والسلام، يقول عنه الأنبا شنودة الثالث: «نجد هذا السلام والتآخي في كثير من العهود والمواثيق، التي تحدث التاريخ الإسلامي عنها، مثل الميثاق الذي أعطي لنصارى نجران، والميثاق الذي أعطي لقبيلة تغلب، ووصية أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد، ووصية عمر بن الخطاب قبل موته، وميثاق خالد بن الوليد لأهل دمشق، وميثاق عمرو بن العاص لأقباط مصر وعلاقته أيضا بالبابا القبطي (بنيامين البابا الثامن والثلاثون) حيث سلمه كل الكنائس التي كانت دولة الروم قد أخذتها من الأقباط، وأعاده إلى كرسيه وأعطاه الأمان. وفي كل تلك العهود والمواثيق، التي تحدث عنها التاريخ الإسلامي، والتي أعطيت للمسيحيين حيث تم تأمين كنائسهم وصوامعهم ورهبانيتهم وأملاكهم وأرواحهم أيضا» أ.هـ.فنحن- المسلمين- نؤمن بكل الديانات السماوية، ونجل كل الكتب التي نزلت من السماء على الأنبياء والرسل، ونعظم كل المعتقدات، ونحترم حرية الرأي والفكر، قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» البقرة: 285... وللحديث بقية!* كاتب وباحث لغوي كويتيfahd61rashed@hotmail.com

مشاركة :