نزع أنياب الأفعى لا يكفي - د. محمد ناهض القويز

  • 7/7/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جهود مشكورة من رجال الأمن وضربات استباقية قلصت الخسائر وهجّرت الإرهابيين وضيقت عليهم. ولكن نزع أنياب الأفعى لا يمنع اللدغات المميتة فلديها القدرة على دفع أنياب جديدة بديلة إلى مالا نهاية. ولو كانت أفعى واحدة لهان الأمر ولكنها أكثر من أفعى ولديها القدرة على التخفي والتلون. إن تساهل من يعتبرون قامات في مسألة التكفير وإباحة قتل على معصية أو على موضوع خلافي، والمبالغة في الهجوم على الخصوم الذين يخالفونهم الرأي ووصفهم بالزنادقة وأعداء الإسلام بدون دليل ولا برهان، والخطب التي تدغدغ المشاعر وتدعو للمجاهدين "الإرهابيين" في الشام والعراق، والمواعظ المتلاحقة تخلق الأرضية الخصبة لانتشار الفكر التكفيري وتهيئة الشباب لتقبل الدعوات إلى "الجهاد". الأفاعي كثيرة وموجودة بيننا. وليست خارج الحدود فقط، بعضها بحسن ظن ولا يدري أنه يغذي الإرهاب وبعض عن سبق إصرار وترصد مع الحرص على أن لايترك بصمة تدينه. خطباء في أحياء ومدن وقرى يدعون ويجتهدون في الدعاء "اللهم انصر المجاهدين في بلاد الشام والعراق وآلاف المصلين يؤمنون" فعن أي جهاد يتحدثون. ولو سألت أحدهم سمِّ لي مجاهدا واحدا لما استطاع. ألا يكفيهم أن يدعوا برفع البلاء عن الشام والعراق، وأن ينصر الله المظلوم ويهلك الظالم. ألا يكفيهم الدعاء بعزة الإسلام والمسلمين؟ ثم يأتي دور القنوات الداعم للخطب التي تمتلئ بمشايخ الفتنة المتلونين - وأتباعهم على تويتر بمئات الآلاف- يؤلبون شباب المسلمين وهم يقضون الصيف في لندن أو في صفقات تجارية، تستضيفهم حتى القنوات الماجنة. ولم تسلم القنوات التي تسمى ليبرالية فهي تكمل المشهد بعرض أبشع الصور بل وتستعين بمقاطع يوتيوب قد تكون مفبركة لرسم صورة الأطفال والمدنيين وهم يقتلون بوحشية. ثم إذا دخل الشاب إلى النت وجد من تخصص في تجنيد الشباب في كل مكان وانهالت عليه الدعوات للجهاد ونصرة الإسلام والمسلمين مع الاستعانة بالشحن الطائفي وصور إهانة القرآن وتدمير المساجد. وهكذا يساق شبابنا كالخرفان بعد أن سمنهم المد التكفيري المحلي فإذا بهم وجهاً لوجه في العراق أو الشام في جبهتين متقاتلتين عدوتين وكلاهما يطلب الشهادة. ثم يعود من يعود وقد تحول إلى تكفيري قح مستعد للقتل وسفك الدم والسعي في الخراب. أتمنى أن يجرّم كل من قال بكفرٍ بدون أن تكون صادرة من لجنة شرعية وأن لايقبل رأي الفرد مهما كانت مكانته. ولو تتبعنا خط أحد التكفيريين الذين ذهبوا وعادوا لتبين لنا أن هناك فجوات كبيرة، مثلا هناك مطارات معينة وطرق معروفة يقصدها من يود الذهاب إلى سورية، ألا يمكن زرع العيون فيها لقطع الطريق عليهم؟ لدينا خيار من مجموعة خيارات: أن ندس رأسنا بالتراب وندافع عمن نريد الدفاع عنه بحسن نية. أو أن نفني عمرنا بنزع أنياب الأفعى الواحد تلو الآخر "القائمة تلو القائمة". أو أن نبحث عن الأفاعي حتى المتجلبب منها بجلباب تعطيل العقول.

مشاركة :