لا ليس كما توهمنا - د. محمد ناهض القويز

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع عن تربص الغرب بنا، ومحاولات الغربيين لتشويه سمعتنا والنيل من عروبتنا، والتقول على ديننا فقد قيل لنا إنه هو العدو المتربص وهو الخصم المتآمر. لن ندافع عن الغرب فله أخطاؤه، ولن نلومه فله مصالحه. ولا نتوقع أن يكون الغرب أحرص منا على مصلحتنا، كما أننا لا ننكر ما للغرب من فضل بعد الله فيما نحن فيه، وما قدمه لنا في مجال التعليم والطب والاتصال وشتى مناحي الحياة. الغرب يبحث عن مصلحته ويمكن التعامل معه على أساس المصالح المتبادلة وليسوا لنا بأعداء كما صورهم التفكير النمطي الذي ألفنا عليه، ولا الخطب التي طالما رددت ذلك. الواقع يقول لنا إن الأمر أخطر مما رسمته الصورة النمطية للعدو الغربي المتربص بنا، بل قد تكون تلك الصورة النمطية ساهمت من حيث لا ندري فيما نمر به من أحداث جسام، ومآسٍ عظام لم تكن في حسبان أكثر الناس تشاؤما. فأكثر من أساء لسمعتنا كعرب وكمسلمين هو سلوكنا كأفراد وجماعات وخصوصا في بلاد الغرب حتى أصبحنا عالة عليهم. فاستثرنا عنصرية موجهة لنا ليس لمجرد كوننا عرباً ولكن لسلوكنا غير الحضاري الذي استفزهم. أما من تربص بنا وحَبك المؤامرات وأعد الخطط التخريبية فهم مسخ إرهابية تكفيرية نبتت بيننا كنبتة شيطانية باركها شيوخ الفتنة وسموهم ظلما بالمجاهدين، فإذا بهم يفجرون المساجد ويفسدون في الأرض، ويسفكون دماء الأبرياء ثم دماء الأقرباء في تحد سافر لتقديس الله للحياة بشكل عام ولحياة البشر بشكل خاص. فهم لم يقطعوا ما أمر الله به أن يوصل فقط بل ذبحوه. وإذا بالعدو ليس اليهودي ولا النصراني ولا حتى الصهيوني، بل العربي الجار وأحيانا العربي الشريك في الدار. فهذا العراقي يقتل العراقي، والسوري يقتل السوري، واللبناني يقتل اللبناني، والليبي يقتل الليبي والصومالي يقتل الصومالي واليمني يقتل اليمني. والعراقي يتربص بالكويتي، واللبناني يقصف السوري. وإذا بالعدو الفارسي يعود مجددا فيجد في شيعة العراق وشيعة لبنان واليمن مناذرة جددا تقتل باسمه وتسبح بحمده، فسرّه ما يحدث واجتهد لخلق أحزابِ مناذرة جدد موالية له في اليمن والبحرين والكويت والجزائر وفلسطين وغيرها. وإذا بالأقلام المتجنية ليست أقلاما غربية وإنما هي عربية استمرأت التحريض والتزوير والافتراء. واستغل بعض الكتاب العرب كل حدث ليوجدوا شرخا في كل بناء عربي متماسك. قد نتساءل عن دافع هجوم بعض الأقلام العربية على دول عربية. ولكن أيا كان هذا الدافع فهو لايبرر التحامل والكراهية التي أصبحت مداد أقلامهم. ولا أعتقد أنهم يمثلون لنا هماً، ولم يكن إيرادي لهم هنا إلا للتدليل على أن عدونا عربي بامتياز وليس غربيا. أما ما نتعرض له من حملة إعلامية عالمية فلن نستطيع أن ندرك طبيعتها حتى نُقر أن لدينا ما حفز على هذا الهجوم من فتاوى أو تصرفات محسوبة على التيار الديني، أول من ينكرها هو المواطن. غضضنا النظر عن تلك المحفزات فتحولت شررا يبدأ الحريق فإذا استعر أتى على اليابس والأخضر ودفع الوطن والدين ثمنه. m.alquaiz@gmail.com

مشاركة :