كيف ننسى أسوأ ظرف مر على الكويت؟ كيف ننسى شعور القهر والخوف والغضب؟ غضب من خيانة جار وغدره، واستباحة أرضنا وناسنا ومنازلنا، ووطأة البساطير على صدورنا، كيف ننسى القتل والاغتصاب والتعذيب والأسر، والإعدامات أمام البيوت بدم بارد؟ هل ننسى غزو بربري واحتلال غاشم؟ هل ننسى العيش في الظلام أو على نور السراج، ونقص المياه والغذاء؟ والهلع في عيون أطفالنا من أصوات الرشاشات والمدافع؟ هل ننسى أكبر جريمة في العصر عندما فجر جنود الاحتلال آبار النفط، الشريان الذي يغذينا ويظللنا؟ سبعة أشهر عسيرة، قدم الشعب خلالها تضحيات في سبيل الوطن. لم تختلف المرأة عن الرجل. ولم تختلف الطوائف عن بعضها في حبها للوطن والأرض، والتضحية بالنفس والغالي والنفيس مقاومة للاحتلال البشع، وقام الصامدون بأكبر عصيان مدني، وفي الخارج استمرت جهود الكويتيين بالعمل مع الحكومات الأخرى، للانتصار لقضيتهم، واستمر الجهد الثقافي في الخارج يعبر عن هوية الكويتيين الأصيلة. كان الاحتلال صفعة قوية لنستفيق، ودرساً قاسياً لندرك أن الدستور هو السور المانع، وأن الديموقراطية والحريات أساس لتعميق الحس الوطني. فلا أحد يدافع عن الدكتاتورية أو عن القيد. كان الاحتلال رجة وزلزالاً من شأنهما أن يقولا أن العدو دائماً خارجي، والشعوب ليست عدوة إطلاقاً، وأن الضلال لا علاقة له بطائفة أو قبيلة. فهل تعلمنا الدرس؟ لا يبدو الأمر كذلك بعد ربع قرن، بل ازداد عدد الفاسدين والسارقين، ونهب البلد من داخله، وظل الشعب مهمشاً متحملاً عبء عجوزات الميزانية والهدر والتنفيع، فلم يفقد الشعب ذاكرته، وهو يتذكر الثاني من أغسطس 1990 جيداً، الذي كاد أن يمحو الكويت والكويتيين من الوجود، لكن هل زالت الأخطار والأطماع؟ osbohatw@gmail.com
مشاركة :