رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يقول إن بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة على الحدود التي يبلغ طولها 150 كيلومترا مع إدلب.العرب [نُشر في 2017/08/12، العدد: 10720، ص(2)]الجيوش تتناسل في إدلب دمشق - تستشعر تركيا وجود نوايا روسية أميركية لجعلها رقما هامشيا في المعادلة السورية، الأمر الذي يجعلها تتمسك بمحافظة إدلب كورقة أخيرة يمكن عبرها ابتزاز الطرفين لتحقيق بعض المكاسب وفرض وجودها على هذه الساحة التي راهنت عليها طويلا، ولكن ثبت أن رهانها كان خاطئا. وتسيطر جبهة فتح الشام (النصرة سابقا قبل إعلانها فك الارتباط التنظيمي بالقاعدة) على إدلب بعد طرد عناصر حركة أحرار الشام من أبرز مواقعهم بالمحافظة ومنها معبر تل الهوى الحدودي مع تركيا والذي يعتبر المتنفس الوحيد للمحافظة والمنفذ لدخول المساعدات والبضائع إليها. وهناك اتهامات إلى تركيا بأنها غضت الطرف عن تنامي نفوذ جبهة فتح الشام في المحافظة لا بل إن بعض التقارير تتحدث عن أن أنقرة لا تزال تواصل دعمها المادي والتسليحي للجبهة، وهذا الأمر تنفيه الأخيرة. وفي محاولة إظهار رفضها لسيطرة التنظيم الجهادي على المحافظة، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الجمعة أن بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة على الحدود التي يبلغ طولها 150 كيلومترا مع إدلب. وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المعبر سيظل مفتوحا أمام المساعدات، لكن لن يسمح بمرور الأسلحة.ويرى متابعون أن التصريحات التركية هي مجرد ذر رماد على العيون، فهي لا تستطيع إيقاف مساعداتها للمحافظة التي تعتبر المنطقة الاستراتيجية الأبرز التي تقع تحت نفوذها بعد خسارتها لحلب. ويقول جيري ماهر المختص في الشأن السوري لـ”العرب”، “تركيا ستعمل على الحفاظ على سيطرتها على إدلب باعتبارها ورقة ضغط تلوح بها في وجه روسيا والولايات المتحدة، لابتزازهما والحصول على بعض المكتسبات”. ويضيف ماهر أن أنقرة ستفاوض بالأساس على الحد من نفوذ الأكراد في سوريا مقابل تحقيق مصالح الولايات المتحدة وروسيا في إدلب وغيرها من المناطق التابعة للنفوذ التركي ايضا. ويرى مراقبون أن لدى تركيا الكثير من السيناريوهات للتعامل مع الضغوط المضادة، منها الاتفاق مع فتح الشام على عدم الظهور في الصورة، في المقابل تتولى هي بناء جيش مشكل من الفصائل يحتوى الجبهة داخله لسحب البساط من تحت أقدام أي طرف لضرب المحافظة. وكانت الإدارة الأميركية قد حذرت في وقت سابق من أنه “سيكون من الصعب إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية الضرورية”، في حال استمرت سيطرة جبهة فتح الشام على إدلب. وأوضحت أنها لن تتعامل مع أي واجهة يتم استحداثها للتغطية على جبهة النصرة أو تكون الأخيرة مشاركة فيها، وستعتبرها موالية لتنظيم القاعدة. وكانت روسيا قد أبدت تراجعا عن إقامة منطقة خفض تصعيد في إدلب، حيث قال وزير الخارجية سيرجي لافروف قبل أيام “الاتفاق على معايير منطقة خفض التصعيد في إدلب ليس بالأمر السهل”. ويرى مراقبون أن السيناريوهات التي ترسمها تركيا في إدلب محل متابعة القوتين الروسية والأميركية، وأنه رغم أن المحافظة بأيدي تركيا بيد أن الطرفين لن يسمحا لها بتمرير مشاريعها وقد يلجآن إلى تأجيل أي حل للمحافظة لأشهر عدة إلى حين الانتهاء من باقي الملفات العالقة وبالتالي تصبح إدلب ورقة ضعيفة في يد تركيا.
مشاركة :