وسائل التواصل الاجتماعي ترد الضربة بقلم: طاهر علوان

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شيطنة التيار المدني تحوّلت إلى لزوم ما يلزم من طرف سياسيين عراقيين عجّت بهم الشاشات الفضائية، لكنّ ما لم يكن في الحسبان هو هذا الاستخدام المباغت لمنصّات التواصل الاجتماعي في ظاهرة ملفتة للنظر.العرب طاهر علوان [نُشر في 2017/08/15، العدد: 10723، ص(18)] بإمكان السياسيين أن يقولوا ما يشاؤون، هم يظهرون على الشاشات منافسين نجوم التمثيل والغناء والرياضة، بل إنهم صاروا يفوقونهم ظهورا، تتزاحم عليهم الفضائيات وتطلب مساحة من أجنداتهم اليومية، فيما هم يقبلون هذه الفضائية ويرفضون تلك بحسب هواهم ومزاجهم. ظهر هنالك سياسيون لا يترددون عن إهانة المذيع الذي يحاورهم أو محاولة إسكاته وصولا إلى تهديده بالطرد بالاتصال بصاحب القناة. هذه القصص شهدها الجمهور العراقي مثلا بشكل متكرر، وصار تنمّر بعض الساسة واستعلاؤهم على الإعلام وعلى الجمهور ظاهرة متكررة. وجريا على ذلك النهج ظهر قبل مدّة سياسي لم يترك سيّئة إلا وألصقها بما يُعرف بالمدنيين من دعاة الدولة المدنية، دولة تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والحق في الخدمات والحريّات الأساسية، اتهمهم أنهم عملاء فكريّون وتوسّع في إثبات خطرهم على المجتمع وأنّهم في المكان الخطأ بدعوى أن المجتمع مسلم، على أساس أن المدنيين هم لا دينيّون كما يفهم ذلك السياسي ويروّج. شيطنة التيار المدني تحوّلت إلى لزوم ما يلزم من طرف سياسيين عراقيين عجّت بهم الشاشات الفضائية، لكنّ ما لم يكن في الحسبان هو هذا الاستخدام المباغت لمنصّات التواصل الاجتماعي في ظاهرة ملفتة للنظر. هنالك اليوم أكثر من سبعة ملايين عراقي يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل منتظم، وهو جمهور لا يستهان به سرعان ما احتشد فريق منه لردّ الضربة على ذلك السياسي الذي لم يفهم قطّ ما هي الحريّات والحقوق المدنية وما هي الدولة المدنية وما هي استحقاقاتها عبر التاريخ. سياسيّون أو أشباههم وقد بلغوا من العمر عتيّا ومازالوا يجهلون المبادئ الأساسية لبناء الدولة المدنية بينما تقدم لهم صفحات في منصات التواصل الاجتماعي معلومات مكثفة وميسّرة عما ترمي إليه الدولة المدنية وما تعنيه، وبذلك خسر الكثير من أولئك السياسيين المعركة ووجدوا أنفسهم مضطرين لاستخدام نفس تلك المنصات لتبرير التخبّط والجهل وتوضيح البديهيات. واقعيا هي ظاهرة جديدة تستحق التأمل تلك التي تتعلق بالرد الآني والمؤثر الذي صارت تلك المنصات التواصلية التفاعلية توفّره بشكل غير مسبوق، مما جعل الكثير من الساسة يحسبون ألف حساب قبل أن يتورّطوا في إطلاق تصريحات ووجهات نظر تتميز بالتخبط والجهل المطبق والمستوى الثقافي والمعرفي المتواضع، إذ سرعان ما ستظهر علي منصات التواصل الاجتماعي (جيوش) إلكترونية عفويّة تضع الأمور في نصابها بل إنها لا تكتفي بذلك بل تتوسع إلى مسيرة هذا السياسي أو ذاك وتاريخه ونظافة يده، كما حصل مع ذلك السياسي الذي اتهم التيار المدني بشتى الاتهامات وإذا بملفات ومخاطبات تُنشَر فجأة إبان تسلّمه إحدى الوزارات دون كفاءة تذكر والمخالفات التي ارتكبها من دون أن يتعرض للمساءلة القانونية، فأنّى لمن اقترف خيانة الأمانة وسرقة أموال الشعب أن ينصح الرأي العام ويوجهه؟ كاتب عراقيطاهر علوان

مشاركة :