دكاكين التواصل الاجتماعيدكاكين التواصل الاجتماعي لا تنام وإجراءاتها في البيع والشراء والاستلام والتسليم مبسّطة ومريحة، ولهذا وجد الملايين من المستخدمين ضالّتهم فيها.العرب طاهر علوان [نُشر في 2017/07/04، العدد: 10681، ص(18)] ينشغل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالحوارات في ما بينهم ولصق الصور واسترجاع الذكريات والحوار مع الأصدقاء والصديقات وتقصّي أخبارهم. هكذا ببساطة تمنح وسائل التواصل مستخدميها جوا حميميا وتديم صلتهم بأعزائهم وتختصر المسافات في ما بينهم فضلا عن التعرّف على أصدقاء جدد. منذ أطلق الشاب مارك زوكربيرغ منصته التفاعلية فيسبوك في العام 2004 وهو يحصد من جراء ذلك ليس المزيد من الجمهور الذي يتمتع بتلك الخاصيّات التفاعلية الاجتماعية بل بالمزيد من رأس المال والمزيد من الدكاكين التفاعلية. أكثر من ملياري مشترك في فيسبوك لوحدها دونا عن باقي وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لنتّخذها عينة لقراءة الحالة، كل مشترك يعني دراهما تغذي ماكنة الوسيلة التفاعلية ويزيد من رأسمالها إلى درجة مكّنت القائمين على فيسبوك من شراء إنستغرام عام 2012 مقابل مليار دولار ثم شراء واتساب عام 2014 مقابل 19 مليار دولار بينما تكون حصيلة ما جنته دكاكين فيسبوك وسوقها الإعلاني واستثماراتها الأخرى في ذلك الفضاء الأزرق قرابة 7 مليار دولار العام الماضي. وتشير الإحصائيات أنه في ذلك العام مثلا وقع قرابة ملياري اتصال ما بين مستخدمي فيسبوك وبين شركات ومؤسسات مختلفة تبيع بضاعتها أو تقدّم عروضا عبر فيسبوك مترافقة مع 15 مليون تعليق تفاعلي. دكاكين الفيسبوك لوحدها عالم موازٍ لا يتنبّه له كثير من الناس المنشغلين بتلك المساحة الاجتماعية الحميمية التي يوفرها الحوار والتفاعل مع الأصدقاء والأقربين. اقتصاديات وسائل التواصل الاجتماعي وفّرت سوقا رقمية هائلة وما زالت في اتساع وهي سوق بديلة عن أيّ أسواق أخرى فالدكاكين الاتصالية المتنوّعة التي توفّرها تلك المساحات الإعلانية قد اختصرت على جمهور تلكم الوسائل ما يبحثون عنه وينشدونه: إعلانات الوظائف، الرحلات، القروض الدراسية، الأزياء، الأجهزة الإلكترونية، السيارات، الهوايات النادرة وغيرها كثير صارت لها دكاكينها المتخصصة المفتوحة على مدار الساعة وتجد ازدهارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. دكاكين التواصل الاجتماعي لا تنام وإجراءاتها في البيع والشراء والاستلام والتسليم مبسّطة ومريحة، ولهذا وجد الملايين من المستخدمين ضالّتهم فيها فضلا عن أن أرباب الأعمال ومن يرغبون في تسويق بضائعهم وجدوا في الموظفين الرقميين ضالّتهم أيضا. الموظف الرقمي يقدّم عروضا متنوّعة في إطار تلك الدكاكين الرقمية الافتراضية فباستطاعته أن يوفّر لك وبكل أريحية الجمهور المستهدف بحسب الأعمار والجندر وبحسب الدول. وبذلك يذهب الإعلان التجاري إلى الجمهور المتوقّع بكل دقّة بل ويمكن للخوارزميات أن تقدّم خدمات إضافية، أن تنتقي الزبائن الافتراضيين بحسب مستوياتهم الدراسية والتعليمية وبحسب هواياتهم وتفضيلاتهم وبذلك تكاملت صورة جمهور استهلاكي ودكاكين رقمية افتراضية يكمّل بعضها البعض وكلّ ذلك والجمهور مشغول بالتشات والتعارف أو التواصل مع الأصدقاء بينما الملايين من الدولارات تذهب وتجيء من فوق وتحت ذلك الجمهور المليوني الممتد عبر القارات والذي يشبه “كومبارسا” رقميا رهن إشارة الوسائل الاتصالية والعروض المغرية لدكاكينها. كاتب عراقيطاهر علوان