جهّزت الشرعية 12 ألف مقاتل لتحرير تعز والحديدة من قبضة الانقلابيين، وفيما سيطر الجيش الوطني على تباب ومرتفعات في صعدة بعد معارك ضارية، تكبّدت الميليشيات خسائر فادحة في جبهتي تعز وشبوة، بينما صدّت الشرعية هجوماً على أحد المواقع العسكرية في الجوف. وكشف القيادي الميداني في المقاومة عبد الرحمن المحرمي، قائد معارك الساحل الغربي، عن توجه قواته بعد استعادة المناطق المحيطة بمعسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في تعز إلى مسارين، الأول سيتوجّه إلى تعز لمساندة الجيش الوطني، فيما الثاني سيتجه إلى محافظة الحديدة التي تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وأوضح القيادي المحرمي أن قوام قوات المقاومة والجيش الوطني يصل إلى 12 ألف مقاتل. انتصارات في صعدة في الأثناء، بدأت قوات النخبة في الجيش الوطني بمحافظة صعدة أولى عملياتها العسكرية في مديرية باقم شمالي المحافظة، وسيطرت على عدد من التباب والمرتفعات التي كانت الميليشيات تتمركز فيها. وقالت وزارة الدفاع إنّ قوات النخبة شنّت هجوماً واسعاً على مديرية باقم من ثلاثة محاور تركز في القلب والشمال والشرق، وتمكنت بعد معارك ضارية من السيطرة على مرتفعات الخشم شمالاً وتلال النمسا شرقاً، فضلاً عن قطع خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية في المناطق الممتدة من آل صبحان حتى عمق باقم في محور القلب. ووفق مصدر مطلع، فإنّ قوات النخبة أحكمت سيطرتها على جبال ووادي الثعبان المحاذي لآل صبحان من الجهة الشمالية والواقع بين الخشم والنمسا. وأكّد قائد قوات النخبة في للواء 102 العقيد ناجي حمادي أنّ قوات الجيش تحقق تقدماً نوعياً وفق الخطة المرسومة لها في جبهة باقم، مشيراً إلى أنّ صفوف الانقلابيين تشهد انهيارات كبيرة، موضحاً أنّ الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة وحاسمة. وأسفرت المعارك مع الميليشيات عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفها، فيما استولت قوات الجيش على كميات كبيرة من الأسلحة والقناصات ومدافع الهاون التي خلّفتها الميليشيات وراءها. قصف انقلابيين كما شنّت طائرات التحالف هجمات على تعزيزات لميليشيات الحوثي وصالح قرب منطقة العريش في موزع غربي تعز، ما أسفر عن مقتل ستة مسلحين وإصابة تسعة آخرين، وفق ما أفادت مصادر. وذكرت مصادر ميدانية أن القصف تزامن مع معارك وتبادل للقصف المدفعي بين الانقلابيين وقوات الشرعية في مناطق الهاملي والعريش شمالي وشرقي مديرية موزع. في الأثناء، نصبت قوات الجيش الوطني كميناً لمجموعة من مسلحي الحوثي، حاولت التسلل إلى أحد المواقع العسكرية في سلسلة حام الجبلية شمالي مديرية المتون في محافظة الجوف. كما شهد موقع الزرقة في مديرية المصلوب اشتباكات متقطعة، بالتوازي مع قصف مدفعي شنّه الجيش الوطني من معسكر السلان على مواقع الانقلابيين في جبهة الساقية في المديرية ذاتها. قتلى ميليشيات وفي محافظة شبوة، اندلعت اشتباكات بين الانقلابيين وقوات الشرعية على جبهة لخيضر غربي مديرية عسيلان بالمحافظة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 انقلابياً وجرح آخرين. وذكرت مصادر عسكرية أنّ مواجهات عنيفة شهدتها جبهة لخيضر غربي عسيلان بين قوات الجيش الوطني والميليشيات، إذ تصدّت قوات الجيش لهجومين منفصلين شنتهما الميليشيات على مواقع في محكمة عسيلان وشرقي عكدة العلم المعبال. ووفق المصادر، فإنّ الانقلابين حاولوا فتح جبهة جديدة شرقي عكدة العلم، فتصدت لهم قوات الجيش وأجبرتهم على التراجع والفرار بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح. وأوضحت المصادر أنّ عدداً من عناصر المقاومة الشعبية التي تشكلت من قبائل المنطقة في عكدة العلم، ساندوا الجيش في معارك التصدي للميليشيا، حيث شاركوا بأكثر من 30 سيارة وخمس مدرعات، وأنّ المواجهات مع الانقلابيين خلفت نحو 20 قتيلاً في صفوفهم. وكشف قائد شرطة شبوة العميد عوض الدحبول عن ضبط القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي صالح عمر كوح بامعبد في عملية استخباراتية نوعية بمديرية رضوم. معارك ميدي على صعيد متصل، ذكر مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة لـ «البيان» أنّ مواجهات عنيفة دارت أمس جنوب شرق مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة بين الجيش الوطني وميليشيا الحوثي وصالح. وأضاف المصدر أنّ الجيش تصدى لعدد من تسللات الميليشيا وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، مؤكّداً أنّ عشرات الجثث لا تزال ملقاة بصحراء ميدي لمقاتلين تابعين للميليشيا كانت قد زجت بهم خلال الأيام الماضية للجبهة في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها. تهجير قسري وفي تعز، قال سكان إنّ الميليشيات أنذرت سكان قرية الحود بمديرية الصلو وطلبت منهم مغادرة منازلهم بعد تهجير نصف سكان القرية من قبل. ووفق السكان، فإنّ مجموعة من الانقلابيين وصلوا إلى القرية وأبلغوا السكان بضرورة مغادرة منازلهم، مشيرين إلى أنّ الأسر المتبقية بقرية الحود أكثر من 100 أسرة لم تستطيع النزوح وليس لديها أي إمكانيات للمغادرة، فيما نزحت أكثر من 150 أسرة إلى عدد من القرى والمدن الآمنة. وناشد أهالي القرية كل المنظمات الإنسانية والحقوقية تحمل مسؤولياتها واستخدام كل وسائل الضغط على الميليشيات لوقف التهجير القسري. تصاعد فقر إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة أنّ ثمانية ملايين يمني فقدوا دخلهم المادي بسبب الحرب التي تسبب فيها الانقلابيون. وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في بيان: «تسبب تصاعد حرب اليمن في ارتفاع حدة الفقر المزمن في البلاد بشكل كبير، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة». وأضاف أنه مع التدهور الحاد في تقديم الخدمات في القطاعات العامة الرئيسة، وانقطاع الرواتب الشهرية، مع انهيار الاقتصاد، فقد نحو 8 ملايين شخص دخلهم المادي.
مشاركة :