أكد أكاديميون لـ «العرب» على الدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام القطرية في توضيح الموقف الأخلاقي القطري من الحصار، مشيرين إلى التميّز الكبير في أداء أجهزة الإعلام المحلية، خصوصاً الصحف التي لعبت دوراً كبيراً في التبصير بالقضايا الإنسانية، وأثر الحصار في تمزيق النسيج الاجتماعي لدول الخليج، مؤكدين على أن هذا كشف بجلاء الموقف الأخلاقي لدولة قطر، التي اهتمت بالجانب الإنساني بعكس دول الحصار. وأوضحوا تناغم المؤسسات القطرية في خطاب واحد، حرص على عدم الانزلاق في الخطاب الشخصي، والخوض في الأعراض، وإنما ركز بصورة أساسية على تفنيد الحجج التي ساقتها دول الحصار، ما جعل خطاب قطر الإعلامي أكثر تأثيراً وإبانة. عبد الرازق: والموقف الأخلاقي لقطر أكثر رسوخاً قال الباحث والأكاديمي أبو بكر عبدالرازق إن العديد من الدوائر السياسية والبحثية في دول الحصار، وبعد مضي ثلاثة أشهر منذ بدايته، لم تتوقع أن تفشل جميع إجراءات الحصار في تحقيق أهدافها، ما دعا دول الحصار للتحرك سريعاً وتجاوز سلم خطوات التصعيد إلى نهايته؛ حيث إن المطالب التي صمّمت دول الحصار على فرضها على دولة قطر لم تتحقق. وأضاف أن المواطن القطري شعر عبر العديد من الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار أنه مستهدف شخصياً؛ إذ إن الانطباع الذي صدّرته دوائر القرار في دول الحصار أن إجراءات الحصار لا تستهدف الحكومة القطرية وحدها، بل تستهدف كل قطري. وحول ردود أفعال المواطنين تجاه إجراءات دول الحصار، أكد أبو بكر أن وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع المجتمع القطري على أرض الواقع عكست رباطة الجأش لدى القطريين، وانعكس هذا على انسجام خطاب المؤسسات القطرية والمواطنين القطريين، وقد عبّر عن هذا الانسجام خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي وجّهه إلى المجتمع القطري. وقال عبد الرازق إنه ومنذ اليوم الأول للحصار لم يُبدِ المواطنون أو المقيمون أي ردود أفعال تتسم بالقلق أو عدم الرضا، وكانت التقارير الإعلامية المغرضة حول تدافع المستهلكين في المحال التجارية غير مؤثرة في الانطباع حول إجراءات الحصار، بل زادت الطمأنينة. ولفت عبد الرازق إلى أن المؤسسات القطرية لعبت دوراً أساسياً في عملية التلاحم الوطني والمجتمعي في قطر، ومن ذلك اهتمام المؤسسات الاجتماعية القطرية بحالات الأسر المختلفة التي فرّقها الحصار، وتقديمها الدعم النفسي والمالي لتلك الأسر. محمود: إعلام الحصار وصل إلى درجة الإسفاف قال خالد محمود رئيس قسم الإعلام والتواصل في معهد الدوحة للدراسات إن تعاطي وسائل الإعلام القطرية في الصحافة المحلية والتلفزيون والإذاعة مع الأزمة، كان لافتاً وفيه الكثير من التناغم، كما انعكس موقف الشعب القطري من الأزمة على تعاطي وسائل الإعلام القطرية، فلم ينحدر خطاب تلك الوسائل الإعلامية أخلاقياً بعكس ما رأينا في إعلام دول الحصار والمقاطعة والذي وصل للأسف إلى درجة من الإسفاف ونشر الشائعات، وقصف المحصنات والتطرق للأعراض، والفجور في الخصومة. وأضاف أن الإعلام القطري قام طوال ثلاثة شهور على تقديم الحجج، وسرد الحقائق، وهو أسلوب إعلام احترافي يستحق كسب ثقة الناس. وأوضح أن الإعلام المحلي أحدث نقلة في الأداء ونجح في التعاطي مع معطيات وتطورات الأزمة أولاً بأول وإدارتها بشكل مهني.;
مشاركة :