فقدت الكويت ابنا بارا من أبنائها ورجلا مخلصا لبلده بحسه الوطني وبالعمل الدءوب الذي تقلده في حياته الوظيفية مدير عام الإدارة العامة للجمارك وعمل بجد وإخلاص يشهد له كل من عمل معه وكل من التقى به بإنجاز العمل بهمة ونشاط. إن الفقيد الغالي إبراهيم عبد الله الشاهين الغانم لم يسعى للبروز الإعلامي وإنما ديدنه في العمل الصمت وهو من الرجال القلائل الذين مجرد أن تذكر اسمه في المجتمع الكويتي تجد الكل يعرفه ويثني عليه ويقولون عنه نعم الرجل بتواضعه الجم وحسن خلقه وطيبة قلبه وتواصله مع المجتمع في الأفراح والأحزان وبحسه الوطني وبعشقه لبلده الكويت ومواقفه البطولية وصموده في الكويت في أشهر الغزو العراقي الغاشم على الكويت يشهد له بذلك . إن الفقيد الغالي بو عبد الله رحمة الله عليه وفي لأصدقائه ومحبيه وبكرمه الحاتمي بدعوة أصدقائه ومحبيه في مناسبات مختلفة إلى منزله ليلتقي معهم ويبادلهم الحديث أمام المائدة العامرة بكل ما لذ وطاب من الطعام . وهذه علامة بارزة في محبة المرحوم إبراهيم عبد الله الشاهين الغانم لأصدقائه ومعارفه ومحبيه تميز بها في حياته رحمة الله عليه . إن الفقيد الغالي الذي تعرض لعارض صحي كنت أزوره في المستشفى الذي يرقد فيه في الكويت رحمة الله عليه فأجده مستلقٍ على سريره بترحيبه الحار وبابتسامته العريضة التي لا تفارقه وأول ما يسألك عن أحوال أهلك وأبنائك متمنياُ لهم دوام الصحة والسعادة والهناء . إن بو عبد الله رحمة الله عليه يشعرك وأنت جالس بجانبه في غرفته في المستشفى بحديثه الشيق إليك حديث المثقف المتسلح بالعلم والمعرفة ويودعك بابتسامته التي لا تفارقه وكان عطوفاً وحنوناً محبًا لمساعدة الآخرين حتى وهو على فراش المرض . فقد كنت بجانبه في أثناء زيارتي له وسمعته يتحدث بالتليفون مع أحد أقربائه عندما علم أن أحد أقاربه سيصل اليوم من الخارج أن يرسلوا له سائقه الخاص ليستقبله في المطار وأصر على ذلك حيث كان سائق أقاربه في إجازة خارج البلاد . وهذا التواصل وهذا الاهتمام من بو عبد الله رحمة الله عليه يتحلي به . إنني وأنا أكتب هذا الرثاء وأنا أشعر بالحزن بأنني لن أستطيع المشاركة بتقديم واجب العزاء للأهل والأقارب في مكان الدفن والصلاة على روحه الطاهرة وقراءة الفاتحة والدعاء له بالرحمة والمغفرة أمام قبره وذلك لوجودي خارج البلاد . فإلى جنة الخلد يا فقيدنا الغالي المرحوم إبراهيم عبد الله الشاهين الغانم وستبقى ذكراك العطرة عالقة في قلوبنا مدى الحياة كرمز من رموز هذا البلد المعطاء بعطائك السخي وحسك الوطني وتواصلك ووفائك مع معارفك وأصدقائك وكل من عمل معك بتواضعك الجم وحبك للجميع وحبهم لك . فإلى جنة الخلد يا فقيدنا الغالي وتعازينا الحارة لأهلك وأصدقائك ومحبيك وأنا منهم . وإنا لله وإنا إليه راجعون بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :