لَدينَا أَنيميا حَادَّة في الجَمال، ونَقص في انتشَاره، وقِلَّة في وجُوده، ونُدرة في تَقديره، لذَلك لَابد -بَين فَترةٍ وأُخرَى- أنْ أهديكم كَأساً مِن مَشروب الجَمَال، لَعلّه يُخفِّف مِن جَفَاف صَحرائنا المُتعطِّشَة لبَارقة أَمَل مِن بَوَارِق الجَمَال..! إنَّ الجَمَال نِعمَةٌ مِن نِعَم الله، وقَد وَرَدَ في الحَديث: أنَّ «الله جَميل يُحبُّ الجَمَال»، وإذَا لَم نَكُن نُحبّ الجَمَال، فلَنُحبّه لأَمر الله عزَّ وجلّ..! وخطُورة الجَمَال؛ أنَّه لَا يُقدّره إلَّا مَن كَان جَميل النَّفس، ونَحنُ نَفتقد لهَذا العُنصر، لذَلك يَقلُّ الجَمَال بَينَنَا، ولقَد صَدَق «إيليا أبوماضي» حِين قَال: أَيُّهَذا الشَّاكِي وَما بِكَ داءٌ كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبئاً ثَقيلا وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا إنَّ الجَمَال -كَما يُعرّفه أَهله- يَنقسم إلَى قِسمين: جَمَال الرّوح، وجَمَال الجَسَد.. وجَمال الرّوح يَتكوَّن مِن عَنَاصر، مِنهَا الابتسَامة، لذَلك جَاء في الحَديث: أنَّ «تبسُّمَك في وَجه أَخيك صَدَقَة».. ومِن جَمال الرّوح -أيضاً- التَّواضُع، والبَسَاطة، والكَرَم «الذي في مَكَانه»، والتَّسامُح، والتَّغافُل، وقَد قَال الإمام «أحمد بن حنبل»: (تِسعة أعشَار العَافية في التَّغافُل عَن الزَّلَّات، بَل هي العَافية كُلّها)..! أمَّا الشّق الثَّاني مِن الجَمَال فهو الجَمَال الشَّكلي، ولَن أَقصُد بالشَّكل خِلقَة الله، لأنَّ هَذا أَمر لَا نَستطيع تَغييره، ولَكن أقصد جَمَال المَلبس والرَّائِحة، والمَلَافِظ، وقَد قَال أَهل الحِجَاز -عَليهم سَحَائِب الرَّحمة-: «المَلافظ سَعَادَة»..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لَعلّنا نَختصر كُلّ مَا سَبَق في المَقال ببيتٍ مِن الشِّعر يَقول: لَيْسَ الجَمَالُ بِأَثْوَابٍ تُزَيِّنُنَا إِنَّ الجَمَالُ جَمَالُ العِلْمِ والأدَبِ تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :