يبدو أن السياسات النقدية تتحمل مسؤولية عدم القيام بالتغيير المطلوب ظاهرياً، ولكن حتى الإجراءات غير المسبوقة للبنوك في الغالب قد بالغت في استخدام أدوات مجربة، وشراء الأوراق المالية في السوق المفتوحة، وخفض أسعار الفائدة على نطاق واسع أكثر من ذي قبل، ولم تحدث ثورة تصحيحية بالمعنى الحقيقي. عموماً، فشل قادة جيلنا وظهر أن الأجيال السابقة كانت أكثر جرأة في مواجهات الأزمات المالية، لو كان هناك سياسي لديه همّة روزفلت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال أزمة 2008 أو حتى اليوم، ماذا كان بوسعه أن يفعل أو بوسعها أن تفعل؟ روزفلت واجه أزمة 1929 بفصل الدولار عن الذهب وأمّن على الودائع المصرفية ودشن برامج أشغال كبرى، ووضع قوانين تنظيمية جذرية ل«وول ستريت»، وأصلح التأمين الاجتماعي، وحرر التجارة. فماذا فعل قادة أمريكا اليوم؟هناك مقترحات يجب أن يتأملها الإصلاحي الملتزم. مقترحات شبيهة براديكالية روزفلت، ولكنها واقعية.على القيادة اليوم أن تنظر في إصلاح السياسات النقدية، وكيفية تجنب السيولة الكثيرة في أوقات الطفرة والقليلة أيام الركود، ولكن قد يكون هذا مستحيلاً طالما أن خلق المال وتدميره يظل تحت أيادي الخاصة، البنوك التي تحقق الأرباح.جزء يسير من الأموال المتداولة يحتوي على النقد المادي الذي تطبعه البنوك المركزية، والمطبوع منه هو ودائع البنوك، يطالب بها المؤسسات المالية الخاصة عندما تصدر القروض.إذاً في أوقات الاندفاع، تتوسع الأموال المتداولة بشكل سريع جداً، مما يسبب سوء تخصيص للموارد، والتوقعات المستحيلة بالنسبة للمداخيل المستقبلية، فعندما يتغير المزاج، تقوم البنوك بطباعة القليل من المال لإبقاء النشاط محموماً، ويصبح الائتمان الذي أصدر وقت الطفرة سيئاً، ويبدأ انكماش الديون، والأموال التي خلقتها البنوك المركزية بشكل غير مسبوق هي فقط التي تعوض هذا جزئياً.الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى قيادة خلّاقة وجريئة تقود التغيير الحقيقي الجذري لاقتصاد ما بعد الأزمة، وبالتالي تكون عاملاً في التغيير لاقتصاد عالمي أكثر نضجاً.مارتن سانبو