بوصلة الرأي والفكر إلى أين..؟ - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 8/12/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كلما استطاع المجتمع الارتكاز على البحث العلمي في اتخاذ قراراته ومواقفه استطاع تحقيق اهدافه بفعالية وبأفضل الطرق وأسرعها وأقلها تكلفة.. في بلادنا العديد من المراكز البحثية وايضا هناك ارتفاع مالي في نسبة دعم البحث العلمي، ولكن للاسف ذلك لم يغير من الواقع شيئا والمؤلم ان الدعم بات غاية لبعض الباحثين وتباهيا بالارقام بين الجامعات وليس وسيلة ترتقي بالبحث ومخرجاته العلمية.. لن اقف كثيرا عند عالم البحث في الجامعات والكليات لان كثيرا منه للاسف لا يسمن ولا يغني من جوع، والشاهد ان بعض الباحثين يقوم بنشر اكثر من عشرة ابحاث في سنة واحدة! يهمني ومع هذا الحراك والصراع الفكري وسرعة التغير الاجتماعي ان اقف عند اكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الحوار الوطني..، تفاءلنا كثيرا بهذا المركز ولكن للاسف لم نر داخل المركز حراكا يخدم المشهد المحلي بحراكه الفكري والاجتماعي وتحولاته وظواهره خاصة غير السوية والتي بات بعضها يهدد أمننا.. اختطاف ابنائنا وتحويلهم لقنابل موقوت لم يكن كافيا لاستثارة هذا المركز لدراسة المشكلة ومواجهتها برؤي علمي عالية الوضوح والشفافي مكتفيا المركز بندو عن التعصب الرياضي.. وكأن الفرح والتعصب لفوز النصر او الهلال او الاتحاد مشكلة تفوق تجنيد شبابنا في مسارح القتل في غير مكان.. لن يضير المجتمع إن تعصب الفتى لناديه وتغنى بتصدره.. ولكن الضرر يكون حين يتم اختطاف هذا الفتى من المدرجات وملاعب التراب وربط الحزام الناسف حول خاصرته ليقتل اخاه المسلم وربما يقتل جاره الذي شاركه يوما طعامه او لعب الكرة معه.. نتوقع من تلك المراكز عموما ومن مركز استطلاع الرأي العام التابع لمركز الحوار الوطني نفض الكسل عنه ايضا والقيام بدراسات علمية عالية الشفافية والوضوح والجرأه لمعرفة اسباب سهولة اختطاف ابنائنا واين الخلل هل هو في المنهج الدراسي ام في الاسرة ام في الجامعة .. هل هي فعلا نتاج للبطالة..؟ هل مشكلة فكرية تماما ام ذات بعد اجتماعي اقتصادي، فكري؟ هل تتزايد في منطقة اكثر من اخرى ولماذا..؟ة وهل لها جذور في المؤسسات الحكومية اجمالا ام تتأصل في بعضها وخاصة المؤسسات ذات التماس مع الشباب والعقول والتنشئة الاجتماعية ايضا دراسة تكوين المؤسسات وخاصة التشريعية مثل هيئة كبار العلماء هل هو تكوين سليم ام هو يساهم في صناعة بيئة التشدد وغير ذلك من المحاور التي يمكن من خلالها فتح ألغاز وسر اختطاف ابنائنا والاهم معالجة تلك الاسباب بقوة ونفاذ القرار والتغيير الجذري لكل ما يثير او يزرع الفتنة بيننا او في وجدان ابنائنا بعيدا عن نتائج دراسات تربط اي مشكلة بانخفاض الوازع الديني فقط.. ولعل المركز يتعاون مع الجامعات السعودية والعالمية لتقنين الدراسات العلمية والاهم ان تكون دراسات علمية بجرأة كافية لمواجهة اتساع مشهد التطرف الفكري بجانبيه.. يمينا ويسارا فلا نريد ان يرتفع لدينا عدد المرتدين عن الاسلام وايضا ارتفاع اكبر في نسبة المتطرفين والمتشددين فكريا.. الى حد الارهاب ونشر الرعب بيننا وتهديد أمننا. حتمية ضرورة قيام مركز استطلاع الرأي العام التابع للحوار الوطني فهو يمثل ضرورة نوعية لمتطلبات الواقع الراهن والذي بات مخيفا ولابد من مواجهته بكل الطرق فالامن الفكري لا يقل اهمية عن الامن التقليدي بمفهومه العسكري..

مشاركة :