الفكر المتطرف ينتقل للقرى - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 9/16/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الارقام والاحصائيات تؤكد ان نسبة الشباب في المجتمع السعودي تزيد على من نسبة السكان.. ما يعني معه انهم الاكثرية.. المؤشرات بل الدلائل ايضا تؤكد ان شبابنا للاسف لايحظى بما يستحق من عناية ورعاية مؤسسية.. والدلائل ايضا تؤكد انهم اي شبابنا مستهدفون من عصابات منظمة تارة عبر المخدرات بما فيها من مضار على الفرد واسرته وبالتالي على المجتمع.. وتارة عبر الفتنة الفكرية بما فيها ايضا من مضار على الفرد واسرته ومجتمعه بكل مقدراته.. شبابنا رغم انهم الثروة الاهم الا ان الكثير من مؤسساتنا للاسف مازالت تتعامل معهم بعشوائية واحيانا إقصاء. وان كان شباب المدينة يعاني من العشوائية فشباب القرى والارياف يعاني من الاهمال والتجاهل.. والنتيجة انهم تحولوا لاهداف سهلة لاصحاب الفكر المتطرف والمتشدد ما جعل منهم اهدافا سهلة لهؤلاء الصيادين لزراعة فكرهم الارهابي في عقول ووجدان ابنائنا.. واهدافا اسهل لمهربي ومروجي المخدرات حيث يتم ادراجهم في قوائم الاستغلال إن بحثا عن المتعة او البحث عن الثروة بالترويج والتوزيع مستغلين عفويتهم وحداثة تجربتهم وايضا بعدهم عن نظر رجال الامن ما يسهل الاستفادة منهم على الاقل في بعض العمليات.. في الجانب الامني من معالجة المخدرات هم يحظون بما يحظى به شباب المدينة من مكاسب بكشف تلك العصابات المجرمة التي تهرب المخدرات لسرق شبابنا واموالنا منا في وقت واحد.. بمنع وصول بعضها لهم. كلي ثقة ان المؤسسات الامنية تدرك ما يعيشه شباب القرى من استقصاد ممنهج لايقاعهم في المخدرات او ايقاعهم في مستنقع فكري متشدد، واستهدافهم بات معروفا للجميع ولكن للاسف لم نر حراكا من المؤسسات المسؤولة عن هؤلاء الشباب وخاصة حول مايتعلق بالامن الفكري لهؤلاء الشباب.. للاسف لم نر حراكا ملموسا ومثمرا، لم نر خطوات عمل لمواجهة ذلك من اي جهة، لم نر محاولات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. او من وزارة الشؤون الاسلامية او من المدارس او الجامعات في المحافظات.. لم نر حراكا يحمي ابناءنا من هؤلاء الاشرار.. اكتفينا كعادتنا بالجهود الامنية التي يقوم بها رجال الامن بمحاصرة رؤوس تنفيذ الاجرام وتركنا جذورهم تتمدد في مجتمعنا كما لو كنا لم ندرك بعد ضرورة اجتثاث فكر هؤلاء من جذوره. المرض في انتكاسته اخطر منه في بداياته وهكذا هو الفكر المتشدد والمتطرف اكثر إجراما في محاولات تلونه وتجذره وبحثه عن هامش حريه في بعده عن الاعين الامنية الراصدة وذلك من خلال استهداف ابناء القرى ولعل ماتم في تمير شاهد على ذلك حيث جاءت الشكوى من الاهالي وليس من المؤسسات الرسمية ففي الوقت الذي كان إمام المسجد احدهم للاسف لم نر خطابا جديدا وفكرا تنويريا من الوزارة عبر أئمتها.. والعتب يطول المدرسة التي نريد منها ان تحتوي ابناءنا عبر انشطة متنوعة تشمل الثقافة والفكر والفنون والمهارات المهنية انشطة تصنع الفكر وتمنح الشباب بهجة الحياة فما يعيشه شبابنا اليوم من منع واقصاء جعل منهم صيدا سهلا لمن ارادهم بسوء عبر مخدر قاتل او فكر قاتل.. ليس من صالحنا اقتناص تلك الرؤوس الصغيرة فهي تنفذ بلا وعي بل نريد الرؤوس الاساسية الي تزرع الفتنة. المطلوب ان تتحرك كل الجهات المسؤولة نحو شبابنا في القرى والاطراف لحمايتهم من هؤلاء المجرمين وحماية مجتمعنا من انتشار فكرهم المتطرف والذي يستهدف صناعة الارهاب في مجتمعنا وتصديره للخارج.. من خلال النزول لعمق المشكلة سواء بجناحها الرجالي او النسائي وعدم الوقوف امام الرؤوس اليافعة التي تحركها الغرائز ولا تعلم لاي هدف هي اختطفت.. تلك الجذور ضربت اطنابها اليوم في القرى بعد ان كشفتها اضواء المدينة فهل ننتبه لهم ام نكتفي بالنقاش وقطع الرؤوس المتدلية فقط..؟

مشاركة :