مثل ذلك الشخص صاحب المتجر المشهور ببيع هدايا المناسبات، الذي تربطني به صداقة (مصلحة)، واشتريت منه سلعة (رف لها قلبي)، لأنني بدوري أهديتها فيما بعد لمن رف لها قلبي ــ وهي بالمناسبة كائن لا يمت لا للإنس أو الجن بصلة ــ ولم أدفع له في حينها الثمن على مبدأ الثقة المتبادلة، والناس بالناس لبعضها. ومرت الأيام والشهور وسنة كاملة، وكدت بل إنني نسيت أو تناسيت الموضوع نهائيا مطمئنا أن صاحب الشأن قد نسيه هو أيضا، غير أنني فوجئت به قبل أسبوع وهو يبعث لي بالفاتورة مع باقة من زهور. وللأسف أنني بعدها خجلت من نفسي ودفعت له الثمن من ورى خشمي، وهو بهذه الطريقة الخبيثة والفجة وغير الإنسانية لم يأكل بعقلي حلاوة فقط، ولكنه أكله بباقة زهور، ولم ينقص إلا أن يبعث معها حزمة برسيم، ليكون التأثير أقوى. وتأسفت فوق أسفي، بانعدام الثقة بين الناس، وفيها أيه لو أنه قدر ظروفي وتركني أدفعها له على راحتي حتى لو بعد عشرة أعوام؟!، فالدنيا ما هي طايرة، ولكن مع الأسف مرة أخيرة، فالناس فعلا يقطع بعضهم بعضا يابو حميد. ٭٭٭ أنا ولا فخر من المفتونين (بالصورة) في الشعر، بعيدا عن مآربه. فعلى سبيل المثال، فليس هناك إنسان كاره للخمرة ومشتقاتها أكثر مني، ولو أنه كان لي من الأمر شيء، لكتفت بالحبال كل من يتعاطاها وقذفت به في جب سحيق، جزاء له وردعا لأمثاله. ولكن إليكم ما أبدعه ذلك الشاعر الماجن قاتله الله، من التصوير البليغ عندما قال: رق الزجاج وراقت الخمر وتشابها فتشاكل الأمر فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر وأبلغ منه بالتصوير شاعر آخر عندما تغزل بمحبوبته قائلا: رأيت قمر السماء فأذكرتني ليالي وصلها بالرقمتين كلانا ناظر قمرا ولكن رأيت بعينها ورأت بعيني الله، الله، إذن أرجوكم لا تلوموني (وانطموا). ٭٭٭ يزعمون أن الإنسان يطلق الآهات نفسها، في اللذة والألم. ولا أدري إلى الآن، ماذا يدل هذا على هذا؟! أو: (أيش جاب الشامي على المغربي)؟!. الحمد لله أنني في هذه اللحظة بالذات ليس لدي أية لذة أو ألم حتى أتأوه، إنني فقط أرفع عقيرتي وأغني (ياليل يا عين)، إلى درجة أنني في هذا الوقت الذي أكتب فيه هذه الكلمات، قد أزعجت بصوتي الجيران، وهججت قطط الشارع. نقلا عن عكاظ
مشاركة :