رزان عدنان | ذكرت وكالة رويترز في تقرير نشرته أمس أن قطاع «بزنس» التعليم بدءاً من الحضانة إلى التدريب وتعليم الكبار، يعيش ازدهاراً مع زيادة السكان وإخفاق حكومات دول تعاني ضائقة مادية في مواكبة الطلب على التعليم. وأشارت إلى يوسف كاروديا الذي أطلق قبل عقدين مدرسة مانكوسا للتعليم عن بعد، وتستهدف تعليم شعب جنوب أفريقيا مهارات الأعمال، واستطاع بيعها إلى شركة أكتيس البريطانية المتخصصة بالملكية الخاصة. وفي ظل وجود 263 مليون طفل في أنحاء العالم خارج المدارس بحسب بيانات 2014 الصادرة عن الأمم المتحدة، يسعى مستثمرون إلى اقتناص الفرصة ودخول هذا القطاع النامي من خلال شركات مدرجة. يقول كاروديا إن شركة أكتيس واحدة من مجموعة مستثمرين مهتمين من القطاع الخاص. وأضاف: «حصلنا من أسبوع على عرض لمشاركة أحدهم». وتعد مانكوسا الآن جزءاً من محفظة «أكتيس» المتوسعة في شريحة التعليم العالي في أفريقيا. وقد أنفقت 275 مليون دولار منذ عام 2014، وتستثمر في معاهد التعليم في جميع أنحاء القارة التي تندرج تحت اسم العلامة التجارية «جامعات أونوريس» وتخطط للإدراج في سوق الأوراق المالية في غضون عامين أو 3 أعوام. ويرى كاروديا أن التعليم ذي الجودة، خاصة من القطاع الخاص، سيؤدي دوراً مهماً للغاية مستقبلاً. التمويل الدولي وتشير تقديرات اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي إلى أن التمويل الدولي للتعليم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بحاجة إلى زيادته من 16 مليار دولار سنوياً حالياً إلى 89 مليار دولار في غضون عام 2030، أي بنسبة ارتفاع تبلغ %456.25. من جانبهم، يسعى مستثمرون للحصول على شريحة من السوق لأن الهيكل الذي يدفع رسوماً يضمن لهم تدفق دخل منتظم. كما يعد هذا القطاع مرناً نسبياً أمام الصعود والهبوط الاقتصادي نظراً إلى أن أولياء الأمور يولون موضوع تعليم أطفالهم أهمية متزايدة. تقول باتريسيا ريبيرو مديرة محفظة أسهم في شركة أميركان سنتشري انفستمنتس إن ازدهار «بزنس» التعليم يتماشى مع اتجاه الإنفاق الاستهلاكي في الأسواق الناشئة، وارتفاع مستويات الدخل، بحيث يمكن تخصيص جزء منه للإنفاق على التعليم. في غضون ذلك، يهيمن على قطاع بزنس التعليم لاعبون في الملكية الخاصة. ويضم مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة ثلاثة أسهم تعليم فقط هي: تال، وهي شركة صينية مدرجة في بورصة نيويورك، وشركة نيوأورينتال إيديوكيشن، وشركة كروتون البرازيلية. ويصف «مورغان ستانلي» أسهم شركات التعليم الصينية بأنها «جذابة». ويتوقع البنك أن ينمو سوق التعليم في الصين من مراحل الحضانة حتى الثانوية بنسبة %8 سنوياً ليبلغ 460 مليون دولار أو ما يعادل 3 تريليونات يوان، بحلول عام 2020. من جانبها، ذكرت شركة تال الصينية أنه في يوليو الماضي ارتفع معدل الالتحاق بالمدارس أكثر من %60 على أساس سنوي، مع ارتفاع مطابق في الإيرادات، بينما ارتفع سهم الشركة بنسبة %180 منذ يناير الماضي. أما شركة نيو أورينتال إيديوكيشن فتتوقع نمو إيراداتها بنحو %24 في الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس الماضي. وارتفعت أسهمها %114 منذ بداية عام 2017. تقول كبيرة مديري محافظ الأسواق الناشئة في شركة إس إي آي، ساندرا شوفلر إن التعليم في الصين يركز بشكل كبير على الامتحانات بدءاً من مرحلة الحضانة وصولاً إلى التعليم العالي، وتتنافس الشركات الصينية بشكل متزايد مع المدارس الأميركية. وتضيف: «إذا كان أحدهم يعتقد أنه من الصعب دخول الجامعات الأميركية، فعليه أن ينظر إلى كبرى الجامعات الصينية، فالنمو الذي تشهده هائل». وتشهد التقييمات ارتفاعاً، ربما لأن مديري الصناديق يستثمرون في عدد قليل جداً من الشركات. على سبيل المثال، فإن معدل مكرر الربحية في شركة تال يساوي 130 تقريباً، بينما يحلق في شركة نيوأورينتال عند الـ50. على النقيض من ذلك، يتداول مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسهم الناشئة عند مكرر ربحية يساوي 12نقطة. «هيومن سوفت» مثال لاقتناص الفرص خليجياً تقول «رويترز» إن منطقة الخليج توفر هي الأخرى فرصاً في قطاع التعليم، ضاربة مثالاً بشركة هيومن سوفت في الكويت التي تنشط في مجال تأسيس وإدارة الجامعات والكليات الخاصة، وأدرجت أسهمها في عام 2005. كما تطرقت إلى شركة جي إي إم إس للتعليم ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتدير أكثر من 250 مدرسة في 14 دولة، ومن بين حملة أسهمها شركة بلاك ستون، مشيرة إلى نيتها الإدراج.
مشاركة :