أيّها الآباء..! كفى شكوى

  • 8/15/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الأطفال هبة السماء للأرض، ومنّة من الخالق على الخلق، أصوات ضحكاتهم وهم يلعبون عندما تعلو كأنّها بريق جواهر تتناثر من ثنايا هذا الوجود. إنّ كلّ إنسان يحلم بأن يكون له طفل يضمه إلى صدره ويقبّله على خده، ويبتسم حين تمرّ صورته في خياله حتى وإنْ شاكسه، ويشعر بالسعادة وهو يتخيل نفسه بين أطفاله يتلقى بسرور حماقاتهم العفوية، ولكن ما إن تتحقق رغبته ويوهب طفلاً حتى تتحول الابتسامة إلى عبوس والفرح إلى ضجر وتكثر الشكوى ويزيد التذمر وكأنّه قد نسي لحظات شوقه واشتياقه إليه. إنّ كثرة التذمر من الأطفال أصبحت ظاهرة تقلق أصدقاء الطفولة أفراداً ومؤسسات، لأنّهم لا يكادون يُذكرون في مجلس حتى يتبارى الحضور في سرد قصص لا نهاية لها عنهم وكلّها تصور معاناتهم حتى ليخالطك الشكّ بأنّ القوم واقعون تحت سيطرة جماعة همجية تمارس عليهم أعمالاً إجرامية، لتفاجأ فيما بعد أنّ الحديث كان عن هذه المخلوقات المعجونة بالجمال والمفطورة على البراءة. فيا للعجب!. ولكن..! لو عرف الآباء أنّ ملاطفة الطفل الثائر، والعنيد، والمشاكس، وملامسته جسدياً والتودّد إليه بكلمات الحبّ وترديدها بنبرة حنونة سوف تسكّن ثورته وتهدئ من روعه وتصيّره طفلاً سهل الانقياد لكان خيراً لهم من الصراخ والعنف. ولو عرفوا أنّهم لو خصّصوا له وقتاً يشاركونه لعبه ويمازحونه ويحاورونه ويخرجون معه في زيارة الأقارب الذين يحبّهم لضمنوا لهم صديقاً وفياً للمستقبل. ولو أنّهم اقتطعوا من يومهم 10 دقائق ليقرأوا في خصائص نمو المرحلة واستعانوا بمخزونهم العاطفي ليلبّوا احتياجه من الحبّ غير المشروط مع الاحتفاظ بالحزم كوسيلة مهمة في تأديبه لاستطاعوا أن يكسبوا طفلاً مطيعاً لهم في شبابهم طيعاً لهم في هرمهم. أيّها الآباء..! لا تدَعوا مشاغل الحياة تسرقكم من أطفالكم اليوم فتسرقهم منكم غداً.

مشاركة :