موسكو، طهران - وكالات - أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، قتل 37 عن عناصر «هيئة تحرير الشام»، هم خمسة قادة و32 مقاتلاً من المجموعة المؤلفة من فصائل إسلامية على رأسها «جبهة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)، في غارة على محافظة إدلب شمال غربي سورية. وأفادت وزارة الدفاع، في بيان، انه «على إثر ضربة، تمت تصفية خمسة قياديين في تحرير الشام... وقتل معهم 32 مقاتلا آخرون»، مشيرة إلى أن الغارة وقعت فيما كان القادة يعقدون اجتماعاً في جنوب إدلب. واضافت ان الضربة أدت كذلك إلى تدمير ست آليات مدرعة وذخائر ومتفجرات. وكشفت عن أسماء القادة القتلى وهم: أبو سلمان السعودي (رئيس القطاع الجنوبي لمحافظة إدلب) ،أبو عباس علاء الدين (أمير بيت المال) ،أبو الحسن (مستشار وزير الحرب أبو محمد الجولاني) ،وليد المصطفى (مساعد الزعيم الديني عبد الله المحيسني) وأبو مجاهد (القاضي الشرعي). ولم تحدد وزارة الدفاع تاريخ هذه الغارة الجوية لكن الجيش الروسي أعلن اول من امس أن قاذفات «تو-95» أقلعت من مطار إنغلز جنوب روسيا قصفت في وقت سابق خلال النهار أهدافا لتنظيم «داعش» في دير الزور و«جبهة النصرة» في إدلب. وأوضح البيان أن الغارة نفذت بعد هجوم استهدف عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في 18 سبتمبر الجاري في محافظة حماة المجاورة لإدلب، ولم تسفر عن مقتل أي جندي. وتتعرض محافظة ادلب منذ اسبوعين لغارات روسية واخرى سورية مكثفة رداً على الهجوم الذي بدأته فصائل متشددة في ريف محافظة حماة المجاورة، الذي يشكل مع إدلب جزءا رئيسياً من منطقة خفض التوتر. في سياق متصل، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أنقرة، لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محورها تطورات الأوضاع في سورية، لاسيما مسألة نشر قوات تركية في محافظة ادلب، الى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين. وستتضمن المحادثات أيضاً الخطوات اللازمة للقضاء على التنظيمات «الارهابية» الى جانب شراء تركيا منظومة الصواريخ «اس 400» الروسية، وسط قلق دول حلف شمال الأطلسي. يورى مراقبون أن زيارة بوتين ستكون حاسمة لجهة إقامة منطقة خفض توتر في إدلب، التي تم الاتفاق عليها في ختام الجولة السادسة من محادثات أستانة التي عقدت منتصف الشهر الجاري. في غضون ذلك، أعلن ممثل مركز التنسيق الروسي في سورية العقيد يفيغيني كاريف، أمس، أنه تم التوصل الى اتفاق لضم عدد من القرى والبلدات بريف حمص الشمالي الى اتفاق وقف الاعمال القتالية. وحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، يشمل الاتفاق قرى وبلدات الكن والروضة وعز الدين وقنيطرات والضاهرية وكفرنان وكيسين وحوش كفرنان وحوش الزبادي وام شرشوح ومرهج وحوش الاكراد والثورة والفرحانية والخزامية وكفرلاها وتلدو والغنطو والدار الكبيرة والخالدية والجلودية وهبوب الريح والجاسمية وتلدهب والطيبة الغربية. وفي السياق نفسه، عقدت لجنة التفاوض من الفصائل السورية المسلحة العاملة بالقلمون الشرقي بريف دمشق، أمس، جولة مفاوضات مع الجانب الروسي في المحطة الحرارية التابعة لمدينة جيرود بحضور وفد من النظام السوري من أجل التفاوض على وقف الاقتتال في المنطقة. وأول من أمس، قتل أربعة مدنيين في قصف جوي استهدف غوطة دمشق، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحاً أنها المرة الاولى التي يسقط فيها قتلى في غارات جوية في هذه المنطقة منذ اعلانها منطقة خفض توتر. من جهة أخرى، احتشد جمع غفير في ساحة الإمام الحسين وسط طهران، أمس، لتشييع جثمان متطوع إيراني قتله مسلحو تنظيم «داعش» في سورية. وعند منتصف النهار، أظهرت مشاهد التلفزيون الايراني ان الحشد فاق طاقة الساحة الدائرية التي تزيد مساحتها عن هكتار حيث عرض جثمان محسن حججي على منصة بيضاء وقد غطي النعش بالعلم الإيراني. وفاض الحشد الضخم وانتشر على امتداد أكثر من ثلاثة كيلومترات على جادتين تؤديان الى الساحة. وكان لأسر حججي وقتله في أغسطس الماضي وقع شديد جداً في ايران وحرك مشاعر دعم شعبي نادرة للتدخل العسكري الايراني في سورية والعراق خصوصاً على مواقع التوصل الاجتماعي. وحضر الموكب المرشد الأعلى علي خامنئي الذي قرأ الفاتحة على روح الشاب القتيل، وقال: «هناك الكثير من الشهداء وكلهم أعزاء لدى الله لكن لهذا الشاب شيئا مميزا». يشار إلى أن جثمان حججي استعيد من «داعش» في إطار الصفقة بين التنظيم و«حزب الله» اللبناني التي شملت أسيراً للحزب وجثامين قتلى آخرين، وخروج عشرات من مقاتلين التنظيم من منطقة الحدود اللبنانية - السورية إلى دير الزور.
مشاركة :