لغز«المليونير القاتل» منفذ مذبحة لاس فيغاس يحير أمريكا

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى المحققون الاميركيون إلى فهم الدوافع التي حملت المليونير ستيفان بادوك على فتح النار على حشد كان يحضر حفلا موسيقيا في الهواء الطلق مساء الأحد في لاس فيغاس. الأميركي الأبيض (64 عاما) انتحر قبل أن يقتحم الشرطيون غرفته في فندق ماندالاي باي. ولم يكن المحققون يرجحون أي فرضية، وقال مسؤول الشرطة في لاس فيغاس، جوزيف لومباردو إن الشرطيين لم يعثروا على أي وثائق أو بيان، معتبرا أن مطلق النار تحرك من تلقاء نفسه. وتابع: «بادوك أقرب إلى أن يكون واحداً من الذئاب المنفردة»، رافضاً الحديث عن مسار إرهابي. لا إرهاب ورفض «مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي) فرضية اعتداء إرهابي بعدما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وقال العميل الخاص المكلف مكتب لاس فيغاس في الشرطة الفدرالية آرون راوز: «لم نتثبت من أي رابط في الوقت الحاضر مع أي مجموعة إرهابية دولية». أما صديقة بادوك التي كانت تعيش معه، ماريلو دانلي (62 عاماً) وهي من أصول آسيوية، فاستُبعدت من تهمة التورط مع بادوك بتنفيذ الهجوم، وفق ما ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الفلبينية روبيزبيير بوليفار. وأضاف بوليفار أن دانلي التي لم تحدد بعد جنسيتها، لم تكن في الولايات المتحدة وقت تنفيذ الهجوم، وكانت في الفلبين، وبالتالي استبعدت من دائرة التحقيقات. (أ ف ب) أنقذ حبيبته.. وتوفي!ميلتون وزوجته فارق ممرض من ولاية تينيسي الأميركية الحياة حين كان يحاول إنقاذ زوجته بعد إطلاق النار، والمجزرة التي استهدفت حفلاً موسيقياً في لاس فيغاس. ووفق ما ذكر موقع نايبوست، ذكرت زوجته أنّ سوني ميلتون (29 عاما) قتل بالرصاص حين كان يحاول حماية زوجته من إطلاق النار. فاحتضنها من الخلف وركضا، لكن رصاصة أصابته في ظهره. وأشار المستشفى إلى أنّ الزوجين عملا في مركز طبي في مقاطعة هنري في باريس، أمّا سوني فهو ممرض وجراح عظام. وعبّرت زوجته قائلة: «لم أصدّق ما حصل. لقد أنقذ حياتي مقابل حياته». بادوك قضى شهوراً في كازينوهات الفنادق مازالت التساؤلات حول دوافع منفّذ هجوم لاس فيغاس تتواتر، لا سيما بعدما بدأت تفاصيل حياة ستيفان بادوك (64 عاماً) تتكشف أكثر، فقبل أن يصبح في أقل من ساعة «المجرم الكبير» أو «الإرهابي التابع لتنظيمات متشددة»، كان لاعب قمار محترفاً، يقضي أسابيع وليس أياماً فحسب في فنادق الكازينوهات بمدينة لاس فيغاس. ونقلت قناة إن بي سي الأميركية، عن مديرين في كازينو فندق ماندالاي باي، أن بادوك كان يلعب القمار بأكثر من 10.000 دولار يومياً مرات عدة خلال الأسابيع الماضية. ولكن لم يُعرف ما إذا كان بادوك قد خسر مبالغ كبيرة في الفترة المذكورة. ويقول شقيقه إيريك بادوك، إن ستيفان المتقاعد لم يكن لديه أطفال، ويملك مالاً كثيراً، لذا كان القمار أشبه بالوظيفة بالنسبة له. ويتابع: «قضى في إحدى المرات 4 أشهر في الفندق، كان مثل منزله الثاني»، لافتا إلى أنه حتى لو خسر أخوه مبلغ مليون دولار، فهو يملك غيره من المال يكفيه ليعيش. وأكد شقيقه أنه كان مليونيرا في مجال العقارات، وذلك بعد تقاعده من عمله السابق كمحاسب. ووصف إيريك شقيقه بأنه «كثير المقامرة»، ما أدى بأشقائه للتذمر من هذه العادة، التي أدت به إلى خسارة ما يقرب من 4 ملايين دولار. كما لفت إلى أن شقيقه نال شهادة طيران ورخصة صيد صادرة عن ولاية ألاسكا. ومن سوابق بادوك الطريفة في فنادق لاس فيغاس، إنه قاضى عام 2012 فندق كوزموبوليتان، لأنه «انزلق» وسقط بسبب مياه على الأرض، ولكن القضية تم رفضها من قبل قاض في محكمة في لاس فيغاس. وكان بادوك يقطن في منزل مكون من غرفتَي نوم في مدينة ميسكيت، التي تبعد 130 كيلومترا شمال لاس فيغاس. وامتلك بادوك منزلا ثانيا في مدينة رينو، بولاية نيفادا، التي تشتهر أيضا بصالات القمار، ووفقا لموقع «زيلو» المتخصص بتقييم العقارات، تبلغ قيمة المنزلَين نحو 700 ألف دولار. ويؤكد جيران بادوك، أنه كان يعيش مع صديقته ماريلو دانلي (62 عاماً)، وهي من أصول آسيوية، في منزله بميسكيت حياة هادئة، ويشيرون إلى أنه كان متحفظاً في علاقاته بعض الشيء، وأنهم كانوا يتواصلون مع صديقته أكثر. في الستينيات، كان والد بادوك لص مصارف، وعلى لائحة المطلوبين من قبل «مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي). وأظهر ملصق أصدر عام 1969، أن بينجامن بادوك، والد ستيفن، شخص «مختل عقليا» لديه «نزعات انتحارية». ومن التفاصيل العائلية الحديثة، إرسال بادوك جهازا يساعد على المشي لوالدته البالغة من العمر 90 عاما، التي قالت إنها «تشعر بالصدمة» مما حدث. (سكاي نيوز عربية) .. وهكذا أدخل 15 سلاحاً إلى فندق ماندالاي بايوقفة مع ضوء الشموع في زاوية شارع الصحراء وشارع لاس فيغاس لضحايا إطلاق النار ليلة الأحد (رويترز) حرَّكت مجزرة مدينة لاس فيغاس، الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، الجدل حول الأمن في الفنادق ومواقع التجمعات العامة، وإن كان العديد من الخبراء يرون أنه لم يكن من الممكن للتدابير الأمنية منع وقوع مأساة الأحد. وإن كانت الأحداث الدامية مثل عملية إطلاق النار تدفع في كل مرة إلى تشديد التدابير الأمنية، إلا أنها تسلِّط الضوءَ على صعوبة تدارك هجمات جديدة يشنها مهاجمون يبتكرون على الدوام وسائلَ غير مسبوقة لتنفيذ خططهم. وقال الشرطي السابق في نيويورك، باتريك بروسنان، الذي يعمل حالياً مستشاراً في المسائل الأمنية: «لم يكن بالإمكان منع وقوع المأساة، بكل بساطة». والفنادق هي مواقع مفتوحة يمكن الدخول إليها بسهولة، من دون أن تكون هناك آلات لرصد المعادن عند المداخل، ومن غير أن يتم تفتيش الحقائب، ولا سيما في الفنادق والكازينوهات الضخمة التي تشتهر بها لاس فيغاس، حيث إجمالي عدد غرف الفنادق 150 ألف غرفة. وهذا ما ساعد مُنفذ مجزرة لاس فيغاس ستيفن بادوك في جمع ترسانة حقيقية من 15 سلاحاً نارياً في فندق ماندالاي باي. مراقبة أشد يوضح ريتشارد فرانكل، العنصر السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) والأستاذ المساعد في دراسات الأمن الداخلي في جامعة سانت جون: «يحمل الناس معهم حقائب ضخمة إلى الفنادق، وهذا ليس مؤشراً يبعث على القلق». غير أن الكازينوهات تخضع لمراقبة أشد من ردهات الفنادق. وأدى الاعتداءان اللذان وقعا أخيراً في قاعتَي مانشستر أرينا وباتاكلان في باريس إلى تشديد الأمن في قاعات الحفلات الموسيقية. وعلى إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، تم اعتماد إجراءات أمنية مشددة في المطارات. في لاس فيغاس، تمكن بادوك من الالتفاف على كل التدابير الأمنية المفروضة لحماية موقع الحفل الموسيقي الذي استهدفه مطلق النار تحديداً. فنزل في الطابق الـ32 من الفندق المقابل للساحة، وأطلق وابلاً من الرصاص على 22 ألف مشاهد، حاصداً ما لا يقل عن 59 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. ثم قتل نفسه قبل أن تقتحم الشرطة غرفته، ولا تزال دوافعه غامضة. وأفاد جيسون بورتر، نائب رئيس شركة بينكرتون لخدمات إدارة المخاطر، بأن من الممكن مراقبة كل ما يدخل إلى الفنادق والكازينوهات بصورة أفضل، لكن على هذه المنشآت أن «تحافظ على توازن بين الأمن والبقاء مواقع مفتوحة» أمام الزوار والنزلاء، يقصدها الناس للترفيه والتسلية. ويرى باتريك بروسنان أنه بالإمكان مراقبة الحقائب قدر ما هو ممكن من الناحية الاقتصادية، بحيث لا يتسبّب ذلك بتشكّل صفوف انتظار هائلة تشل النشاط في هذه المواقع، وتجعل مكاتب الاستقبال في الفنادق أشبه بمكاتب التسجيل في المطارات. كما يمكن نشر كاميرات مجهَّزة ببرامج تحليلية تساعد على رصد الأسلحة. وتابع: «لن يود زوار لاس فيغاس فتح حقائبهم. هناك العديد من سهرات وداع العزوبية فيها، وأحياناً يجلبون معهم ماريجوانا أو كحولاً» أو غيرهما. بروتوكولات جديدة أما ريتشارد فرانكل، فتحدث عن اعتماد بروتوكولات جديدة تتضمن نشر قناصة على السطوح ومروحيات وطائرات من دون طيار تتيح التدخل بسرعة خلال التجمعات الحاشدة. غير أن الجميع متفق على أن القضاء على المخاطر تماماً أمر غير ممكن. من جهته، لفت شون إنغبريشت، رئيس شركة كاس غلوبل سيكيوريتي الأمنية إلى أنه «لوقف ذلك، يجدر تثبيت جهاز لكشف المعادن عند كل باب مع نشر ضباط وكاميرات عند كل نقطة دخول، وأشخاص لمراقبتها. وهذا لا يمكن أن يحصل». ومثل هذه العملية ستكون باهظة الكلفة، في ظل كثافة الحركة في فنادق لاس فيغاس، فضلاً عما تمثله من تعدٍّ على الحياة الخاصة. وفي حال تشديد الأمن، فقد يضر ذلك بصورة عاصمة القمار والمتعة في الولايات المتحدة، ما يمكن أن يثني بعضاً من روادها الذين يبلغ عددهم 43 مليون زائر في السنة، وينعكس سلباً بالتالي على عائداتها البالغة 60 مليار دولار في السنة. (أ ف ب) مصادرة 42 قطعة سلاح قالت الشرطة في لاس فيغاس إنها عثرت على 42 قطعة سلاح وآلاف الرصاصات في منزل مطلق النار ستيفن بادوك وغرفة الفندق الذي نزل فيه. وعثر المحققون على 23 قطعة سلاح في الغرفة التي استأجرها بفندق، و19 قطعة أخرى في منزله في ميسكيت التي تبعد نحو 80 ميلا (128 كيلو مترا) عن مدينة لاس فيغاس.

مشاركة :