سنوات العمر تمضي سريعاً، ومن الطبيعي جداً أن يقل معها العطاء والنشاط ويتسلل الملل في الأداء والواجبات ويطلب الموظف إحالته على التقاعد بعد سنوات الخدمة الطويلة والتي افنى بها شبابه. ولكن ما يدعو للاستغراب، أن القانون يقف عائقاً في وجه كل من يريد أن يخلد للراحة من العمل، فلا بد من خدمة لأكثر من 35 عاماً وتجاوز سن الـ 55. هذا القانون غير العادل لبعض الموظفين خصوصاً من أمضى سنوات طويلة في العمل، يطالب الكثيرون بتعديله ليتلاءم مع سنوات الخدمة، وأن يكون مرناً من أجل السماح بالتقاعد بغض النظر عن العمر والاكتفاء بسنوات الخدمة فقط، كما هو معمول سابقاً قبل تعديل القرار من قبل مجلس الأمة. في 24 الجاري، يلتئم مجلس الأمة معلناً افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر، الذي يسعى من خلاله بعض النواب لإقرار الكثير من القوانين الشعبية، ومنها تعديل قانون التقاعد والذي انبرى له النائب الفاضل علي الدقباسي وجمع تواقيع 38 نائباً، وهذا مؤشر جيد على أن القانون سيعبر إن لم يتعرقل حكومياً. وأعتقد ان هناك مرونة حكومية نحو هذا القرار لأن سلبياته بدأت تطفو على السطح ومنها زيادة طابور الانتظار لنيل فرصة عمل من قبل الخدمة المدنية، وعدم وجود درجات وظيفية لخريجي الجامعة والتطبيقي في الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة. كما أن من سلبيات القانون، ظلم الموظفة العزباء والتي عاقبها على نصيبها وقضاء الله، فلا يحق لها ان تتقاعد سوى بعد أن تتجاوز الـ 55 عاماً أسوة بالرجل، بينما المتزوجة تتقاعد قبلها بعشر سنوات... وكذلك تقاعد الرجل إن تعين في سن مبكرة، فإن خدمته ربما تتجاوز 37 عاماً ولا يحق له التقاعد لأنه لم يتجاوز السن المطلوبة... 55 عاماً. تعديل القانون سيخدم الموظف القديم ويوفر فرص عمل للشباب وسيضخ دماء جديدة في الوزارات والمؤسسات التي تحتاج لروح الشباب من أجل مواكبة العصر الجديد. فكل العراقيل التي يضعها بعض المسؤولين من الممكن تجاوزها، والمؤسسات العامة للتأمينات الاجتماعية قادرة على تعويض بعض الخسائر إن كانت موجودة، كما يدعي المسؤولون بصناديقها الاستثمارية العملاقة وبتعديل بعض القوانين، فأعتقد ان كلفة تعديل قانون التقاعد بسيطة بالنسبة لما ستجنيه الدولة من ذلك وهو توفير فرص عمل للشباب الكويتي الذي ينتظر بفارغ الصبر أن يخدم بلده ويفيده بعلمه ويخلص له بجهده وطاقته وحيويته. فنحن نشد على يد من يسعى لتعديل هذا القانون من أجل رفع الظلم عن الكثير من الموظفين ومن أجل ضخ دماء جديدة، والله المستعان. Mefir@gmail.com @mesferalnais