زمن الكراهية (4) - مقالات

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تسود موجة الكراهية للمسلمين في العالم الغربي، خصوصاً في أميركا، كرد فعل لأحداث كثيرة تجري على الساحة الدولية، لاسيما أحداث سبتمبر 2001، عندما دمر الإرهابيون المسلمون، مبنيي برج التجارة الدولي في نيويورك. فمنذ هذه الأحداث، تصاعدت وتيرة الحقد والرغبة في الانتقام من المسلمين، خصوصاً الذين يستوطنون أوروبا وأميركا. فحدث الكثير من الاعتداءات على المراكز الإسلامية والمساجد في هذه الدول. بل إن العديد من المنظمات والهيئات في القارتين استخدمت مصطلحات مختلفة للتعبير عن خطورة الإسلام على المجتمعات غير الإسلامية. وفي استطلاع للرأي عن خطورة الإسلام في المجتمع الأميركي، جاءت النتائج أن ثلث الأميركيين يشعرون بالخوف من الشريعة الإسلامية من أنها ستغزو بلادهم، وأن تنظيم «داعش» صورة واقعية لحقيقة كره الإسلام للآخرين، واستخدام العنف والقتل ضد الأجانب العاملين في الدول الإسلامية، كالعراق وسورية وليبيا. يرى الغربيون اليوم أن الإسلام دين عنف، ولا يفرقون بين سلوك بعض المسلمين والدين. فالجهل بالإسلام انعكس سلباً على الدين لدى هؤلاء نتيجة مشاهداتهم التفجيرات التي يقوم بها المسلمون خارج أوطانهم، وقتلهم للأجانب بنحر رقابهم أو قطع رؤوسهم أو المرور بالسيارات على اجساد الأبرياء في الشوارع والمدن، في مشاهد درامية قاتلة تبث علناً وأمام شاشات التلفاز التي تنقل الأحداث بصورة مباشرة إلى كل العالم. بل إن هذه الممارسات التي يقوم بها «داعش» أو غيره من المنظمات الإسلامية المنحرفة لم تقتصر على الرعايا الأوروبيين أو الأميركيين، وإنما عانى اليابانيون أيضاً، الذين لا دخل لهم في السياسة أو الحروب الدائرة في الشرق الأوسط من قتل «داعش» لرعاياهم، كما حدث عندما قطع التنظيم رأس الصحافي كينجي. وكما يقال لكل فعل رد فعل، فمثلما يقتل المسلم غير المسلم بسبب الكراهية أو التعصب الديني أو السياسي، فإن غير المسلم أيضاً يزاول العنف والكراهية ضد المسلم. إن العالم يذكر تصرفات بعض الأميركيين ضد الإسلام بحرق القرآن الكريم، أو برسم النبي صلى الله عليه وسلم في شكل لا يليق بالبشر بهدف إهانة الناس والدين. لهذا فإن تبادل الكراهية الدينية والسياسية بين تابعي الأديان، وبالذات الإسلام والمسيحية، آخذ في التصعيد والتزايد، رغم أن الأديان لا علاقة لها بالسلوكيات الشاذة الناجمة عن تصرفات بشرية مختلة تحتاج إلى معالجات دينية وإعلامية وتربوية وسياسية يزاولها كل الأطراف الداخلة في معترك الخلاف الديني أو السياسي. ولقد وجد أن الخطاب الديني المتشدد والكراهية للآخرين من الأسباب في تصاعد الغلو في الفكر وعدم الاتزان أو الاعتدال في السلوك. yaqub44@hotmail.com

مشاركة :