هناك أمل في عشرات النساء اللواتي صار الرسم صنعتهنّ وقدرهنّ في الوقت نفسه، سيكون الإلهام سعيدا، لأنه لن يفارق مكانه، لقد عاد الجمال إلى بيته، والأنوثة قد استعادت سلطتها.العرب فاروق يوسف [نُشر في 2017/10/16، العدد: 10783، ص(16)] كانت المرأة موجودة دائما في قلب التحولات الكبرى التي شهدها الفن الحديث في العالم العربي. هناك في مصر تحية حليم وجاذبية سري وإنجي أفلاطون، وفي لبنان سلوى روضة شقير وهيلين الخال وإيفيت أشقر، وفي سوريا إيتيل عدنان، وفي العراق مديحة عمر ونزيهة سليم وسعاد العطار، وفي السعودية صفية بن زقر ومنيرة الموصلي، وفي تونس صفية فرحات، وفي الجزائر باية محيي الدين وفي المغرب الشعيبية طلال، أسماء صنعت تاريخا مجاورا لذلك التاريخ الذي صنعه الرجل. هناك جمال مختلف رعته النساء في حاضنة ثقافية أضفى عليها الرجال الكثير من الخشونة، لم يكن المنجز النسائي في الفن ثانويا، غير أن ثقافة المجتمع الذكورية لم تكن لتسمح بالنظر بطريقة محايدة إليه في حجمه الحقيقي. لذلك خسرت مديحة عمر سباق الريادة الحروفية لصالح جميل حمودي، وهو ما حدث في الشعر تماما حين خسرت نازك الملائكة سباق الريادة لصالح بدر شاكر السياب، غير أن ذلك الزمن مضى من غير رجعة. اليوم وقد هُزم العالم الذي بناه الرجل صار في إمكان النساء أن يظهرن باعتبارهن منقذات، حين رأيت رسوم المغربية أمينة راكي قبل سنوات صرت على يقين من أن مستقبل الفن العربي سيكون في عهدة النساء. تمزج أمينة الموهبة والحرفة والخيال لترسم عالما قريبا من الواقع غير أنه ليس منه، ترسم أمينة بضراوة مَن يقاتل دفاعا عن قضية مصيرية. ولقد رأيت نساء يفعلن الشيء نفسه، لا شيء من وهم الكائن الضعيف، الرسامة الحقيقة كائن قوي. اليوم لا يمكن إنكار حقيقة أن النساء هن سيدات المشهد الفني في العالم العربي، لقد انتهت أسطورة المرأة التي ترسم الزهور وهي كذبة ذكورية تماهت معها نساء ناقصات الموهبة والخيال. هناك أمل في عشرات النساء اللواتي صار الرسم صنعتهنّ وقدرهنّ في الوقت نفسه، سيكون الإلهام سعيدا، لأنه لن يفارق مكانه، لقد عاد الجمال إلى بيته، والأنوثة قد استعادت سلطتها. كاتب عراقيفاروق يوسف
مشاركة :