فعاليات أيام دليدا تأتي تخليدا وتكريما للنجمة العالمية التي غازلت بأغنياتها العديد من الثقافات حول العالم ما جعلها مغنية عالمية بالدرجة الأولى.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/10/17، العدد: 10784، ص(15)]داليدا في الذاكرة القاهرة- إحياء للذكرى الثلاثين لرحيل النجمة العالمية داليدا ينظم المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة مجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة على مدار ثلاثة أيام بداية من 17 أكتوبر الجاري تحت عنوان “أيام داليدا”، وتضم هذه الفعاليات حفلات غنائية وموسيقية وعروضا لعدد من الأفلام السينمائية. ويأتي هذا الاحتفاء تخليدا وتكريما لنجمة غازلت بأغنياتها خلال مشوارها الفني العديد من الثقافات حول العالم، فخلافا للفرنسية، غنت الراحلة باللغة اليابانية والإسبانية والألمانية والتركية والعربية وغيرها من اللغات الأخرى، ما جعلها مغنية عالمية بالدرجة الأولى، لذا فقد مثل رحيلها المفاجئ والمأساوي عام 1987 صدمة للكثيرين حول العالم وقتها. تبدأ الفعاليات المحتفية بالديفا الخالدة بعرض فيلم “داليدا” الذي تم إنتاجه عام 2016 ليعيد سيرتها إلى الواجهة مرة أخرى، ويستعرض الفيلم العديد من الجوانب والمحطات الهامة في حياة المغنية الشهيرة، بداية من طفولتها وشبابها في مصر وحتى انتحارها بجرعة زائدة من الحبوب المنومة، مرورا بكل تلك الصعاب التي واجهتها في حياتها على الصعيد الشخصي والفني. وفيلم “داليدا” من إخراج ليزا أزويلو، مخرجة فرنسية من أصول مغربية، وقد تعاونت المخرجة في صناعة هذا الفيلم مع شقيق داليدا أورلندو، وهو أحد المنتجين العالميين المعروفين، وقامت بدور البطولة في الفيلم عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا ألفيتي، وعقب انتهاء الفيلم تعقد حلقة نقاش يديرها كل من ماريان خوري وحسن الجريتلي. من بين الأفلام التي تضمها الفعالية أيضا فيلم “اليوم السادس” للمخرج يوسف شاهين والذي أدت فيه داليدا دور البطولة، وهو فيلم من إنتاج عام 1986 وشاركها فيه البطولة الفنانة شويكار والفنان المعتزل محسن محيي الدين وحمدي أحمد وصلاح السعدني وسناء يونس وعبلة كامل ومحمد منير والفنان العراقي يوسف العاني، ومثل فيه أيضا يوسف شاهين. ويعد “اليوم السادس” آخر الأعمال السينمائية التي شاركت فيها داليدا، حيث انتحرت بعد عرضه بعام واحد، والفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة أندريه شديد. أما فيلم الاكتشاف في هذه الفعالية، فهو فيلم “سيجارة وكاس”، وهو أول الأعمال السينمائية التي شاركت فيها داليدا بدور البطولة، وهو فيلم مصري من إنتاج عام 1955 للمخرج نيازي مصطفى وشاركها فيه البطولة كل من سامية جمال والراقصة كوكا.الاحتفاء بداليدا في القاهرة يمتد على ثلاثة أيام، حيث تعرض الفعالية فيلما عن الراحلة وفيلمين تظهر فيهما الديفا كممثلة ويعد الفيلم أحد الأعمال المجهولة في مسيرة الفنانة الراحلة، والتي كانت تبحث حينها عن فرصة في مجال التمثيل قبل هجرتها من مصر إلى فرنسا في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، حيث ذاع صيتها هناك وانتشرت عالميا. وتضم الفعاليات التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي أيضا حفلا غنائيا لعدد من الأغنيات الشهيرة للفنانة الراحلة من آداء داليا فريد وليلى فريد ودينا الغريب وفرقة “مجنوليا”، كما تشمل تنظيم عدد من اللقاءات وحلقات النقاش حول الأعمال المعروضة. ويسلط الاحتفال الضوء أيضا على عدد من المحطات غير المعروفة في حياة الفنانة الراحلة داليدا التي ولدت في حي شبرا الشعبي في مصر عام 1933 لأبوين إيطاليين مولودين في مصر أيضا، كما أنها فازت بلقب ملكة جمال مصر عام 1954، وهو اللقب الذي فتح لها أول أبواب الشهرة، إذ لفت إليها الأنظار خاصة في مجال التمثيل والغناء وكان أحد أسباب تطلعها نحو العالمية وانتقالها إلى فرنسا. وعرفت داليدا أثناء وجودها في مصر باسم دليلة، وهو الاسم الذي اختارته بسبب الشبه الكبير بينها وبين الممثلة الأميركية كيدي لامار بطلة فيلم “شمشون ودليلة”، لكنها عادت وغيرته مرة أخرى بعد انتقالها إلى فرنسا لتمزج بينه وبين اسمها الأصلي يولاندا ليصبح اسم داليدا هو الاسم الفني الذي عرفها به الجمهور حول العالم. يذكر أن داليدا نالت العديد من التكريمات حول العالم، كما كرمها الجنرال الفرنسي ديغول، ووضعت صورتها على طابع بريد فرنسي، أما قبرها في سان مارتن فيزينه تمثال بديع لها من الرخام الأبيض. وتركت داليدا إرثا فنيا كبيرا، حيث بلغت أغنياتها المسجلة أكثر من 500 أغنية بلغات مختلفة، غير أن حياتها اتسمت بالغرابة والألم، فكل الرجال الذين أحبتهم ماتوا بغرابة، وعاشت سنواتها الأخيرة تعاني من الوحدة والاكتئاب ما دفعها إلى الانتحار تاركة وراءها رسالة مقتضبة تقول فيها “سامحوني.. الحياة لم تعد تحتمل”.
مشاركة :