ما الفرق بين الكافر والمنافق؟ الكافر لا يخفي كفره، فالكفر له عقيدة معلنة لا يتوارى منها وراء ستار، لكن المنافق غير ذلك لأنه يبطن غير ما يظهر، والنفاق على أنواع ودرجات أشدها بؤسًا من يعلن الإسلام ويبطن الكفر عقيدة ويقينًا! هذا الصنف الأخير هو في الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله، وكان في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم فئة منهم يتزعمهم ابن سلول رأس النفاق آنذاك، وهو الذي توعد الصحابة الكرام بقوله: (ليخرجن الأعز منها الأذل) باعتباره الأعز! لكن أمله خاب، فانقلب ذليلًا صاغرًا بتقرير الله الأعز الأكرم: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون). وفي ذلك العهد الأزهى حاول المنافقون الاستقواء باليهود قبل أن يبسط الإسلام رداءه ويكون الدين لله، لكن مساعيهم خابت وآمالهم تلاشت، والتاريخ كما يُقال يعيد نفسه، فثمة منافقون من أصحاب الدرك الأسفل يتمنون علو كلمة الصهاينة، فهم يناصرونهم سرًا وجهرًا تحت شعارات مختلفة، ليس أولها إظهار الإشفاق الكاذب على الفلسطينيين في غزة، وليس آخرها ترديد شعارات نشر السلام والمحبة والوئام. ومن قال إن الكفر ملة واحدة لم يجانبه الصواب كثيرًا بالرغم من أن في العالم اليوم عشرات الملايين ممن ليسوا على ملة الإسلام، ولكنهم أظهروا تعاطفًا صادقًا مع ضحايا غزة واعتبروهم مظلومين مقهورين، في حين سارع أصحاب الدرك الأسفل إلى لوم الضحية والإشادة بالجاني باعتباره الحمل الوديع الذي لا يكاد يتعرض للجناة من أطفال ونساء غزة إلا نادرًا، وبعد إلحاح وتحرش من الضحية. أصحاب الدرك الأسفل هم الأقبحون لأنهم يوالون اليهود الصهاينة عن عقيدة ومحبة بالرغم من أن اليهود لا يعدونهم سوى (أميين) سخّرهم الله لخدمة اليهود، فإذا انقضت الحاجة إليهم ركلوهم بالأيدي والأقدام إذ انتهت صلاحيتهم وأدّوا الذي عليهم فباؤوا بخزي الدنيا وعذاب الآخرة. ولأنهم منافقون متسترون خلف أسماء لا تُنكر، فإن الله أعلم بهم، ولكنهم لا يترددون في إخراج أضغانهم، وتلك إحدى المؤشرات، وأما المؤشر الآخر: (ولتعرفنهم في لحن القول) وفي ثنايا السطور، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :