بعد سيطرة القوات العراقية على مساحات كبيرة كانت تخضع لسيطرة الفصائل الكردية المسلّحة من دون قتال يذكر، وبعد تمكين السيطرة الأمنية على محافظة كركوك وما تحتويه من حقول نفطية، تنوي سلطات بغداد إعادة نشر القوات الاتحادية في “المناطق المتنازع عليها” مع إقليم كردستان. منذ انهيار النظام البعثي في العراق غداة الاجتياح الأميركي في العام ألفين وثلاثة، توسّعت مساحة إقليم كردستان تدريجياً. وتتابع التوسّع على يد قوات البيشمركة التي استعادت بعض المناطق من تنظيم “الدولة الإسلامية” فازدادت مساحة الإقليم منذ 2003 بنحو ثلاثة وعشرين ألف كيلومتر مربّع. تسمية “المناطق المتنازع عليها” تطلق على المناطق التي تقطنها أغلبية كردية ويعتبرها الإقليم جزءاً من أراضيه إلاّ أنها ماتزال رسمياً في عهدة سلطات بغداد والنزاع عليها دستوري. وتنوي بغداد نشر القوات الاتحادية من جيش وشرطة شمال شرق كركوك، تحديداً في جمجمال، على أن تكون هذه النقطة هي الفاصلة بين محافظة السليمانية التي تقع في إقليم كردستان والأراضي التي تقع تحت سيطرة السلطة المركزية. أما لجهة الغرب الشمالي فستتمركز القوات الاتحادية في منطقة ألتون كوبرو التي ستفصل بين كركوك واربيل قلب إقليم كردستان. ويمكن القول إن اتفاق انتشار القوات الاتحادية الذي تم الإفصاح عنه لوسائل إعلام روسية يعيد ترتيب خطوط الانتشار العسكري ما بين الأكراد وسلطة بغداد إلى ما كان عليه الوضع في عهد نظام الرئيس السابق صدام حسين. يذكر أخيراً أن القوات الاتحادية سيطرت على محافظة كركوك بعد انسحاب قوات البيشمركة منها في الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي. وبالتالي أمّنت حكومة بغداد السيطرة على مصافي البترول في المحافظة وهي المصافي التي تنتج نحو سبعين بالمئة من الإنتاج العراقي بشكل عام. سيطرة قد تكون وضعت حداً للأكراد من طالبي الانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد.
مشاركة :