حكاية وراء كل باب - نجوى هاشم

  • 8/31/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يختلف أسلوب حياة الشخص الذي يُفرض عليه.. عن أسلوب حياة الشخص الذي يُفترض أن يعيشه..! وأسلوب حياة الشخص الذي يتمناه.. يختلف عن ذلك الأسلوب المتُاح أمامه.. أو الذي يُفضل أن يُقبل عليه..! تُريد شيئاً.. تتمناه.. تحلم بجودته.. ولكن يبدو لك في لحظة أنه من ذلك العالم البعيد المكلّف.. فتتوقف عن استعراضه.. أو التفكير فيه..! سيرة بدأت وليس تاريخا أردت أن تكتبه.. أو تتحرك ضمن حدوده المفتوحة.. لم تقرأ منه ماضيه.. ولاترغب في أن تدخل إلى مستقبله.. ولا حتى تكرر نفسك في حاضره.. استمرأت ما أنت فيه.. ربما لتبني عالماً صغيراً غير محدود.. ولا يمتلك أي جهة تحده بالهاوية.. ولا يمكن أن يتوقع أحدهم تجزئته إلى قطع صغيرة من الممكن أن تُجمع بعدها وتُهال على رأسك..! سيرة ربما وجدت نفسك داخلها.. بدأت في هدوء يكاد يشبه ذبذبات البرد القارس.. لم تحتطْ له.. ولم تتوقع استمراريته.. ولم تُطارد تلك الأدوات المانعة له..! كانت حبات البرد غير استعراضية.. وخالية من البريق.. والمبالغة أحياناً.. من داخلها تخيلت أنها ترف مفرط.. عليك أن تتعامل.. معه وسيغادر.. وهو الأصل لن يشكل أزمة..! فالأشياء هي الأشياء.. واجتياز الشط سيظل محكوماً برغبتك وقدرتك على الاجتياز متى شئت.. والتوقف عند نقطة تمنح اللحظة.. حضوراً أشمل يدل في الغالب على الصورة ذاتها..! تعرف جيداً أن العالم ليس ثابتاً.. أو متوازناً.. ولكنك تعي وجودك.. وتُدرك مايدور حولك حتى وإن اهتزت الأرض من تحت قدميك..! تُحيك التفسيرات كما تشاء.. ربما لتشعر أنها تتلاءم مع ما تريد.. وربما لتحتفي بذاتك أنت.. وربما لتسمح لنفسك برؤية الأشياء وإدراكها بطريقة مختلفة..! هي السيرة كل منا يؤولها كما يشاء.. ويراها من كل تلك الزوايا الضيقة والواسعة.. وقد يحشد لها كل التصورات التي قد تشتبك مع الواقع.. الحقيقي برؤية مختلفة لما رآه..! هي تلك السيرة التي تتناقض مع نسيج معرفي ابتعد عنه.. ولم يشتغل عليه.. أو يفسره بالطريقة التي طرحها الآخر..! هل فُرضت عليه تلك السيرة..، وأقبلَ عليها دون تردد وهو الذي اعتاد على قراءة العالم؟! هل اختارها دون أن يقرأ المشهد بطريقة متشابهة لكل السير السابقة..؟ هل هذا هو الواقع الذي يريده ويريد أن يحتفي بذاته من خلاله..؟ هذه اللحظة هو سيد تلك السيرة التي تبدو اللغة معها مجرد مفردات باردة.. لاتحمل سوى تفتيت ما مضى.. واكتشافه والكتابة عنه.. من زوايا ذلك التعثر المجاني..! بين تلك السيرة التي تُحاول استقراء طياتها لأنك داخلها.. ولن تُحرق نتائجها لأنه ليس بعد.. ولن تستعيد الماضي البعيد.. لأنه كما يبدو قد تحول الى قطع صغيرة من الأحجار المنسية والتي وإن لم تبتعد كثيراً.. فستنهال عليك ليس وأنت مكانك.. بل ستلاحقك وكأنها سحابة ممتدة غير مرتبطة بفصولها.. وتتبع الأفق.. ولاتتبع مراحل السيرة.. أقبلتَ على هذه السيرة كأسلوب حياة ليس مترفاً.. ولكن ممكن.. قد تترافق معه كحلم.. ترسم كلماتك داخله.. وتحتفل بالوجوه الحاضرة أكثر من الغائبة.. وتشتم رائحة التفاصيل الصغيرة للأشياء التي تُفضي لك بأسرارها..! تعثرت السيرة.. وضاقت بموجات من بداخلها.. وتأطرت بالجمود.. وفي السياق عليك أن تتحول من دور السائل إلى دور المستمع.. وأن تُخفض وتيرة ما يسرقه الوقت منك.. فالحياة لا تقبل اجتهادات.. أو خسارة كل الأوراق.. أو تبديد الرصيد..! ستظل في السيرة لأنها سيرتك.. ولأنك تقبلتها.. مختلفاً معها.. مقيماً في ضفتك.. محتوياً الأحداث المتغيرة.. مُحاطاً بالتفاصيل.. لاتخوض حروبك.. ولا تستسلم.. وتهادن.. ولكن دون التخلي عن أمنك.. المحفوف بالتشابك..!!

مشاركة :