أبعاد استجواب محمد العبدالله...! - مقالات

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سأختصر هذا المقال من دون الولوج إلى أحداث جلسة استجواب الشيخ محمد العبدالله، الذي انتهى بطلب طرح الثقة، بمشاهدات/ملاحظات عدة، كالآتي: أولاً: الاستجواب لم يكن في الحسبان من حيث التوقيت، حيث توقعنا أن يكون المستهدف الوزراء: الصبيح٬ الفارس٬ الصالح٬ المرزوق، حسب تداعيات الأشهر الأخيرة. ثانياً: الاستجواب بأحداثه مشابه لاستجواب وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود. ثالثاً: الاستجواب كشف صراع الأجنحة وقد تحدثت عن هذا الجانب في مقالين سابقين! رابعاً: خروج الوزير العبدالله من الحكومة قد يضعف موقف الحكومة، لأن العبدالله والصالح مع العزب، هم من وجهة نظري من يجيدون اللعبة السياسية نوعاً ما. لذلك٬ نرى أن المشكلة ليست في الاستجواب كأداة دستورية٬ إنها أعمق بكثير... إنها تتمحور حول طريقة توزيع الحقائب الوزارية خاصة «وزراء بالوكالة»، وطريقة تعامل الوزير مع النواب والسؤال البرلماني والتجهيز والاستعداد لدخول جلسة الاستجواب لتفادي طرح الثقة، وهي برمتها لم تتوافر مما دفع بـ «التضحية» وفق مبدأ «نفسي نفسي» أو لحسابات تبادل المصالح ومؤثرات أخرى يعلمها رجال السياسة. والمشكلة الأكبر٬ تحميل الوزير مهام تفوق طاقته بكثير إضافة إلى انعدام معيار الكفاءة عند الاختيار وعدم توافر أرضية للتعامل بين الوزير والنواب... وهذا ما جعل الممارسة الديموقراطية غير مكتملة الأركان ولم تتحسن مع وجود صراع الأجنحة وتبادل المصالح. الزبدة: أعتقد بأن الحل الوحيد لتجاوز «بعبع» الاستجواب يكون عبر المكاشفة وإسناد حقيبة واحدة لكل وزير، وأن يتفق الوزير مع النواب حول أهداف محددة تحكم أداءه وتتم المحاسبة إن أخفق. وبالنسبة للأخطاء الإدارية فواجب وضع حوكمة صارمة تضبط أداء الوزير في ما يخص القرارات الإدارية والمالية، وأن تقوم الحكومة بمراجعة وضع «الخدمة المدنية» الذي بات أداؤه دون المستوى. الوزير يجب أن يحاط بحوكمة أخلاقية تضبط أداءه الإداري كي لا يقع في المحظور «التجاوزات الإدارية والمالية» والتي يقع كثير منها عبر الاستثناءات! أما النواب٬ فأعتقد أنه حان الوقت لاختيار نواب على قدر من المسؤولية... نواب لا تحركهم المصالح أو الميل لأي طرف من أطراف صراع الأجنحة. نكتب هذه الأبعاد عن قناعة، فالمجتمع الكويتي بات على علم بكل حيثيات المتغيرات والتقلبات السياسية في المواقف بفضل وسائل التواصل الاجتماعي... وغير هذا لا تكلف نفسك في البحث فلن نصل إلى الإصلاح وستظل الممارسة الديموقراطية على «طمام المرحوم» إن لم نملك الجرأة في فهم واقع الحال من دون «تجميل»... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :